أودعه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عندهم ، هل هو مقدّم على باقي الترجيحات ، أو مؤخّر؟ وجهان : من أنّ النسخ من جهات التصرّف في الظاهر ، لأنّه من تخصيص الأزمان ، ولذا ذكروه في تعارض الأحوال ،
______________________________________________________
أودعه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عندهم) لا أنّهم ينسخون من عند أنفسهم ، بل انّهم يظهرون ما استودعهم جدّهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّهم كانوا موضع علم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيعلمون انّ وقت هذا الحديث إلى زمان كذا ، ثمّ يأتي وقت زمان حديث آخر ، كما ورد في الأحاديث : بأنّ الإمام الحجّة صلوات الله عليه يظهر بعد ظهوره بعض الأحكام التي لم تكن في الزمن السابق.
وعلى أي حال : فانّ الترجيح بالأحدثيّة للنسخ (هل هو مقدّم على باقي الترجيحات ، أو مؤخّر) عنها؟ يعني : هل يحمل الحديث اللاحق على نسخ الحديث السابق ابتداء ، أو انّه يحمل على النسخ بعد فقد سائر المرجّحات؟ (وجهان) :
الوجه الأوّل : (من أنّ النسخ) هو وجهة (من جهات التصرّف في الظاهر ، لأنّه من تخصيص الأزمان) فانّه قد يكون التخصيص في الأفراد ، كما إذا قال : أكرم العلماء إلّا زيدا ، وقد يكون التخصيص في الأزمان ، كما إذا قال : أكرم العلماء إلّا يوم الجمعة ـ مثلا ـ فالتخصيص إذن كما يكون في الأفراد يكون في الأزمان أيضا.
(ولذا) أي : لأجل انّ النسخ جهة من جهات التصرّف في ظاهر الكلام ممّا يعدّ تخصيصا في الزمان ، كما انّ تخصيص العموم يكون تخصيصا في الأفراد (ذكروه في تعارض الأحوال) فقد قالوا هناك : بأنّه إذا دار حال اللفظ بين هذه الحال أو تلك ، فأيّهما المقدّم هذه أو تلك؟ وذلك فيما إذا كان كلاهما خلاف الظاهر الابتدائي ، علما بأنّ الأحوال المذكورة هي عبارة عن النسخ والتخصيص ، والنقل