فقال عليهالسلام : يا زرارة ، خذ بما اشتهر بين اصحابك ودع الشاذّ النادر.
فقلت : يا سيّدي ، إنّهما معا مشهوران مأثوران عنكم ، فقال : خذ بما يقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك ، فقلت : إنّهما معا عدلان مرضيّان موثّقان ، فقال : انظر ما وافق منهما العامّة فاتركه وخذ بما خالف ، فإنّ الحقّ فيما خالفهم.
قلت : ربّما كانا موافقين لهم أو مخالفين ، فكيف أصنع؟.
______________________________________________________
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والحديث ما كان جديدا منقولا من نفس الإمام عليهالسلام.
(فقال عليهالسلام : يا زرارة ، خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذّ النادر) ولعل الشاذ هو : ما كان مضمونه بعيدا عن ذهن المتشرّعة ، بينما النادر هو : ما كان فريدا في ذاته وإن لم يكن بعيدا ، قال زرارة (فقلت : يا سيّدي ، إنّهما معا مشهوران مأثوران عنكم) كما إذا وجدت روايتان متعارضتان في كثير من كتب الأصحاب.
(فقال : خذ بما يقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك) أي : بمن تطمئن في نفسك إلى ان عدالته ووثاقته يفوقان عدالة الآخر ووثاقته.
قال زرارة (فقلت : إنّهما معا عدلان مرضيّان موثّقان) اشارة الى أنّه من الممكن أن يكون عادلا ، إلّا أنه لم يكن مرضيا عند الناس ، وذلك لسوء في خلقه ، أو قلة من آدابه ، ولكن لا بدرجة تسقطه عن العدالة ، كما يمكن أن يكون عادلا لكن غير ثقة ، وذلك لكثرة نسيانه أو ما أشبه ذلك.
(فقال : انظر ما وافق منهما العامّة فاتركه وخذ بما خالف) العامة منهما (فإنّ الحقّ فيما خالفهم) كما تقدّم وجه ذلك.
قال زرارة : (قلت : ربّما كانا موافقين لهم أو مخالفين ، فكيف أصنع) معهما؟.