إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الوصائل إلى الرسائل [ ج ١٥ ]

159/424
*

وليت شعري : ما الذي أراد بقوله : «وتأويل كلامهم لم يثبت حجيّته إلّا إذا فهم من الخارج إرادته»؟.

فإن بنى على طرح ما دلّ على وجوب إعادة الوضوء ، وعدم البناء على أنّه كلامهم ، فأين كلامهم حتى يمنع من تأويله إلّا بدليل ، وهل هو إلّا طرح السند لأجل الفرار عن تأويله ، وهو غير معقول؟!.

______________________________________________________

العام شايع ، فكذلك حمل اللفظ الظاهر في الوجوب أو الحرمة ، على الاستحباب أو الكراهة شايع أيضا ، وهذا اعترف منه بتحقّق الصغرى وهو : وقوع الجمع بين الظاهر في الوجوب ، والنص في الاستحباب.

ثمّ قال : (وليت شعري) أي : ليتني كنت أشعر وأعلم (ما الذي أراد) هذا البعض (بقوله : وتأويل كلامهم) عليهم‌السلام (لم يثبت حجيّته إلّا إذا فهم من الخارج إرادته) أي : إرادة ذلك التأويل؟ ثمّ أشكل عليه المصنّف : بأنّه لو لم يقل هذا البعض بتأويل كلامهم عليهم‌السلام يعني : لم يحمل ظاهر الوجوب على أظهريّة الاستحباب فما يصنع به؟ هل يطرح الظاهر ، أو يحمله على التقيّة؟ وكلاهما محل نظر.

وعليه : (فإن بنى) هذا البعض (على طرح ما دلّ على وجوب إعادة الوضوء ، و) معنى طرحه هو : (عدم البناء على أنّه كلامهم) عليهم‌السلام ، وإذا كان معنى طرحه هو ذلك (فأين كلامهم) عليهم‌السلام؟ إذ لم يبق للأئمّة عليهم‌السلام كلام بعد طرح الظاهر في الوجوب (حتّى يمنع من تأويله إلّا بدليل) كما قاله هذا البعض (وهل هو) أي : طرح الظاهر في الوجوب (إلّا طرح السند لأجل الفرار عن تأويله ، وهو غير معقول؟) فانّ العقل لا يوافق على الطرح فيما إذا كان العرف يرى الجمع ، وذلك لأنّ كلامهم عليهم‌السلام ملقى إلى العرف.