وكذلك عند من يقول بهما ولا يقول بالحرمة والوجوب الذاتيّين ، كما هو المستفاد من كلامهم عليهمالسلام ، وهو الحقّ عندي.
______________________________________________________
عندهم في الأشياء حسن ذاتي ولا قبح ذاتي (وكذلك عند من يقول بهما) أي : بالحسن والقبح الذاتيين (ولا يقول بالحرمة والوجوب الذاتيين) أي : يقول : لا تلازم بين الحسن والوجوب ولا بين القبح والحرمة (كما هو) أي : عدم الملازمة بين حكم العقل وحكم الشرع (المستفاد من كلامهم عليهمالسلام) حيث قالوا : «انّ دين الله لا يصاب بالعقول (١) ، وانّه لا شيء أبعد من دين الله من العقل» (٢) (وهو الحق عندي).
أقول : هنا ثلاثة مذاهب :
الأوّل : انّه لا حسن عقلا ولا قبح كذلك في الأشياء ، بل الحسن ما حسّنه الشارع والقبح ما قبّحه الشارع ، وهذا مذهب الأشاعرة من العامة.
الثاني : انّ في الأشياء حسنا وقبحا ولكن الأحكام الشرعية لا تتبع الحسن والقبح ، بل الأحكام تابعة لارادة المولى ، فمن الممكن أن يكون في الشيء حسن ويحرّمه الشارع ، أو قبح ويوجبه الشارع ، وهذا مذهب جماعة من المعتزلة.
الثالث : انّ هناك حسنا وقبحا ، وانّ الأحكام تابعة للحسن والقبح ، للملازمة بين حكم الشرع وحكم العقل ، فانّه كلّ ما حكم به الشرع حكم به العقل ، وكلّ ما حكم به العقل حكم به الشرع ، وهذا هو مذهب الشيعة الإمامية.
__________________
(١) ـ مستدرك الوسائل : ج ١٧ ص ٢٦٢ ب ٦ ح ٢١٢٨٩ ، كمال الدين : ص ٣٢٤ ح ٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٣٠٣ ب ٣٤ ح ٤١ (بالمعنى).
(٢) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٩٢ ب ١٣ ح ٣٣٥٧٢ ، بحار الانوار : ج ٩٢ ص ٩١ ب ٨ ح ٣٧ وص ٩٤ ح ٤٥ (بالمعنى).