فالحقّ : إنّ الاستدلال بالآية على وجوب الاجتهاد كفاية ووجوب التقليد على العوامّ أولى من الاستدلال بها على وجوب العمل بالخبر.
وذكر شيخنا البهائيّ قدسسره ، في أوّل أربعينه : «أن الاستدلال بالنبويّ صلىاللهعليهوآلهوسلم المشهور : «من حفظ على أمّتي أربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما» ، على حجّية الخبر ، لا يقصر عن الاستدلال
______________________________________________________
تدل على الحذر لا على قبول الخبر ـ.
(فالحقّ : إنّ الاستدلال بالآية على وجوب الاجتهاد كفاية) لأنّه لا يجب على الجميع أن يكونوا مجتهدين ـ نصا وإجماعا ـ (ووجوب التقليد) والحذر (على العوام) المقلدين للمجتهدين المفتين (أولى من الاستدلال بها) أي : بالآية (على وجوب العمل بالخبر) الواحد. (و) ممّا يؤيد ما ذكرناه : انّه قد (ذكر شيخنا البهائي قدسسره في أوّل أربعينه : انّ الاستدلال بالنبوي صلىاللهعليهوآلهوسلم المشهور : «من حفظ على أمّتي أربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما») (١).
وإنما جيء بكلمة «على» من جهة : انّ الخبر بسبب تلك الأخبار المحفوظة يغمر الامّة ، مثل : ما اذا صب الماء على انسان حتى غمره ، فانه قد يؤتى فيه بكلمة «على» لهذه الجهة ، ومنه : «سلام عليكم».
نعم ، اذا كانت كلمة «على» في قبال اللام ، كان معناه الضرر ، مثل : عليه لعنة الله ، ولعلّه أيضا من جهة ان اللعنة تغمر الملعون.
وعليه : فانّ الاستدلال بهذا الخبر (على حجّية الخبر ، لا يقصر عن الاستدلال
__________________
(١) ـ الاربعون حديث : ص ١١ ، الخصال : ص ٥٤١ ح ١٥ (بالمعنى) ، غوالي اللئالي : ج ١ ص ٩٥ ، منية المريد ص ٣٧١ ، صحيفة الرضا : ص ٦٥.