أن يجمع السحرة ليغلبوه بسحرهم ؛ ثمّ ذكر ما كان من السحرة وإيمانهم حين ظهر لهم عجزهم ، وما كان من إصرار فرعون وقومه على الكفر بعد عجز سحرتهم ، ومضيهم في الانتقام من بني إسرائيل بقتل أبنائهم واستحياء نسائهم ؛ فأمر موسى بني إسرائيل أن يستعينوا على ذلك بالصبر ، ووعدهم أن يهلك الله عدوّهم ويستخلفهم في الأرض ؛ ثمّ ذكر ما كان من أخذه قوم فرعون بالسنين ، ونقص من الثمرات ، وأنّهم كانوا إذا أصيبوا بذلك لا يتّعظون به ، بل يشتدّ كفرهم ، ويزعمون أنّه من شؤم موسى وقومه عليهم ؛ ثمّ ذكر أنه أرسل عليهم بعد ذلك الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فاستكبروا ولم يؤمنوا ؛ ثم أوقع عليهم الرّجز وهو الطاعون ، فذهبوا إلى موسى ليدعو ربه أن يرفعه عنهم ، ووعدوه عند رفعه أن يؤمنوا به ويرسلوا معه بني إسرائيل ؛ فلمّا كشف الرجز عنهم نكثوا عهدهم ، فانتقم الله تعالى منهم بإغراقهم في البحر ، وأورث بني إسرائيل الأرض التي بارك فيها ، ودمّر ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون.
ثم ذكر ما كان من بني إسرائيل بعد أن أنجاهم وأغرق آل فرعون ، وأنهم جاوزوا البحر ، فأتوا على قوم يعبدون الأصنام ، فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلها مثلهم ، فجهّلهم وبيّن لهم بطلان عبادة الأصنام ، وأنه لا يليق بهم بعد أن أنجاهم الله من آل فرعون أن يعبدوا غيره ؛ ثم ذكر أن موسى (ع) تغيّب عن قومه أربعين ليلة ، ليتلقّى التوراة فيها عن ربّه ، واستخلف أخاه هارون على قومه ، وأنه لما جاء لميقات ربّه ، وكلّمه ، طلب منه أن يراه ؛ وأنه لم يجبه الى ذلك ، وطلب منه أن ينظر إلى الجبل ، وقد تجلّى له فاندكّ وتفرّق ، وخرّ هو صعقا من هول ما رأى ؛ فلمّا أفاق أظهر له التوبة من طلب رؤيته ، فقبل توبته وأنزل عليه التوراة مكتوبة في الألواح ؛ وأمره أن يأخذها بقوّة ، وأن يأمر قومه أن يأخذوا بأحسنها إذا كان فيها تخيير بين حسن وأحسن ؛ ووعدهم بأنه سيدخلهم الأرض التي وعدهم بها ، وذكر أنه سيصرف عن آياته أصحابها الذين يتكبّرون فيها ويؤثرون سبيل الغيّ على سبيل الرشد ، لأنهم كذبوا بآياته وغفلوا عنها ، فحبطت أعمالهم ولا يجزون إلا ما كانوا يعملون ؛ ثم ذكر أن قوم موسى اتخذوا من بعده من حليّهم