فوجدت فيها [اسم] سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم. قال : فبعث
إليّ أبو الحسن عليهالسلام
: «ابعث إليّ
بالمصحف» .
وفي معناه ما
رواه الكشي في (الرجال) أيضا.
وأمّا ما ذكره
المحدّث الكاشاني في (الوافي) من أنه (لعل المراد أنه وجد تلك الأسماء مكتوبة في
ذلك المصحف تفسيرا ل (الَّذِينَ كَفَرُوا) و (الْمُشْرِكِينَ) مأخوذة من الوحي ، لا أنها كانت من أجزاء (القرآن) ،
وعليه يحمل ما في الخبرين السابقين من استماع الحروف على خلاف ما يقرؤه الناس ،
يعني حروف تفسير (القرآن) وبيان المراد منها كما علمت [بالوحي] ، وكذلك كل ما ورد
من هذا القبيل عنهم عليهمالسلام.
وقد مضى في
كتاب الحجة نبذ منه ، فإنه كلّه محمول على ما قلناه ؛ وذلك أنه لو كان تطرق
التحريف والتغيير في ألفاظ (القرآن) لم يبق لنا اعتماد على شيء منه ؛ إذ على هذا
يحتمل كل آية منه أن تكون محرفة ، فلا يكون حجّة لنا ، وتنتفي فائدته وفائدة الأمر
باتّباعه والوصية به ، وعرض الأخبار المتعارضة عليه) ـ انتهى ـ ففيه ما قدّمنا نقله عنه في (الصافي)
وأوضحناه.
على أنه لا معنى
لحمل هذه الزيادات على التفسير كما ذكره ؛ لأن هذا التفسير إن كان قد وقع في (القرآن)
من أوّله إلى آخره ـ بمعنى أن أمير المؤمنين عليهالسلام
كتب (القرآن)
مع تفسيره ـ فبطلانه أظهر من أن يحتاج إلى بيان ؛ لدلالة الأخبار على أنه قرآن لا
تفسير (القرآن) ، ولأنهم عليهمالسلام
لا يحتاجون في
تفسيره إلى الكتابة ، بل هو آيات بيّنات في صدورهم ، وعلومهم ليست على حسب علومنا
تتوقّف على الكتابة وملاحظة الكتاب ، كما لا يخفى على ذوي الألباب ، وإلّا فلا
معنى
__________________