الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (٦٩) مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠))
٦٨ ـ (قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ ...) في مجال الحديث عن المشركين من قريش وغيرهم ، حكى سبحانه وتعالى عن النّصارى الّذين قالوا إن المسيح هو ابن الله قد اتّخذه ولدا له ، وقال : (سُبْحانَهُ) أي : تنزيها له عن ذلك وتقديسا عن ذلك ف (هُوَ الْغَنِيُ) عن أن يكون له ولد أو عضد يتقوّى به مثلكم من ضعف أو حاجة. فكما أنه مستغن عن الحاجة إلى غيره فكذلك هو مستغن عن تبني أحد من مخلوقاته المفتقرة إليه. فاسألهم : (إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا) أي : ما عندكم على هذا القول حجة مقنعة ولا برهان مقطوع (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ) افتراء ، وتختلقون عليه (ما لا تَعْلَمُونَ) حقيقته؟ وهذا توبيخ لهم على قولهم باتّخاذه الولد.
٦٩ ـ (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ ...) أي : قل يا محمّد للمتقوّلين على الله المفترين عليه (الْكَذِبَ) باتّخاذ الولد وغيره : إنهم (لا يُفْلِحُونَ) لا ينجحون في قولهم ولا يفوزون بنيل نصر أو ثواب على افترائهم ، بل هم من الخاسرين في الدّنيا والآخرة.
٧٠ ـ (مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ...) كلمة : متاع ، هي خبر مبتدأ محذوف بتقدير : ذلك متاع ، أو هو مبتدأ محذوف الخبر بتقدير : لهم متاع في الدّنيا ، يعني أنهم قدّر لهم متاع ينعمون فيه قليلا بمتاع الحياة ، ثم تنقضي أيامه فنرجعهم إلينا للحكم عليهم ونعيدهم للحساب على افترائهم (ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ) عذاب النار في الآخرة (بِما) بسبب وبجريرة ما (كانُوا يَكْفُرُونَ) يعني : بكفرهم الذي كانوا عليه.
* * *
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ