إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٣ ]

الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٣ ]

39/528
*

تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٥٩) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٦٠) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (٦٢))

٥٩ ـ (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ ...) أي : وعند الله سبحانه مفاتح : جمع مفتح يعني مخزن وخزانة وكنز علم الغيب الذي لا يعلمه غيره. أما المفتاح الذي جمعه مفاتيح فهو الآلة المعلومة لفتح الأبواب والأقفال وغيرها فعند الله تعالى خزائن علوم الغيب التي (لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) لا يعرفها غيره لأن علمها منحصر به فهو وحده يعلم ما توجبه حكمة تصريف الأمور والأقدار في حالي التعجيل والتأجيل (وَيَعْلَمُ) مع ذلك كلّه (ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) من ذوات الأرواح وغيرها (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها) يعرف لبثها على الغصن وأمدها وسقوطها وما قبل ذلك وبعده (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ) أي ما من حبة تسقط على الأرض أو تقع في جوفها إلّا يعرف أين صارت وكيف سقطت (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ) أي جميع ما في الكائنات لأنها كلها تدور بين أن تكون من الرطب اللّدن الأخضر أو اليابس الجافّ ، فليس شيء من ذلك يفوت علمه ، وما من كائن مخلوق (إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) أي في لوح محفوظ مسجّل أو هو ثابت في علمه تبارك وتعالى لأن علمه ذاتي لا يقيّده شيء ، ولأن الذاتيّ