تقيم الصلاة فيه. وقال ابن عباس وكثيرون غيره : عنى مسجد قباء ، وقيل : هو مسجد رسول الله (ص) كما عن زيد بن ثابت والخدري وغيرهما. ثم وصف المسجد المفضّل وأهله بقوله : (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) أي يحبّون أن يصلّوا متطهّرين من الخبائث كالطهارة بالماء من البول والغائط كما عن الباقرين عليهماالسلام، ففي المجمع روي عن النبيّ (ص) أنه قال لأهل قباء : ماذا تفعلون في طهركم فإن الله قد أحسن عليكم الثناء؟ قالوا : نغسل أثر الغائط. فقال : أنزل الله فيكم (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) لأنهم يقفون بين يديه أتقياء أنقياء.
* * *
(أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١١٠))
١٠٩ ـ (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ ...) استفهام إنكاريّ بيّنا تفسيره فيما مضى ، فقد شبّه الله تعالى بنيانهم لهذا المسجد الممقوت ، بمن بنى بيتا على جانب نهر قد يجرفه الماء ولا يثبت أمام فيضانه واندفاع مائه ، وكذلك بناؤهم هذا سينهار بهم في نار جهنم. وهذا يعني أنه لا يستوي عمل المتّقين وعمل العاصين .. فهل من أسس بنيانه على تقوى (وَرِضْوانٍ) من الله (خَيْرٌ ، أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ؟ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فقوله عزوجل : على شفا جرف ، يدل على أن بانيه لا يتّقى الله ولا يخشاه. والبنيان : مصدر وضع على المبنيّ ، كمصدر خلق إذا قصد به المخلوق. وجملة : على تقوى من