يعني : هي كافية لهم ولائقة بذنوبهم (وَ) قد (لَعَنَهُمُ اللهُ) أبعدهم من رحمته وجنّته وحرمهم كلّ خيراته (وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) دائم لا يزول ولا ينقضي.
* * *
(كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٩) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠))
٦٩ ـ (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً ...) قد نقل سبحانه الكلام من الحديث عن المنافقين والكافرين ، إلى الخطاب وضرب المثل. والكاف هنا في موضع نصب لفعل محذوف ، والتقدير : وعدكم الله على الكفر به كما وعد الذين من قبلكم وقد فعلوا مثل فعلكم ، و (كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً) في الأبدان ، وهو الذي خلقهم وعرفهم وحدّث عن قوّتهم (وَ) كانوا (أَكْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلاداً) ولكن كثرة أموالهم وأولادهم لم تنفعهم لأنهم كفروا وضلّوا (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ) أي طلبوا المتعة ورغد العيش ونعيم الحياة وأخذوا بخلاقهم : أي نصيبهم من الملذّاب العاجلة وصرفوا