٢٤ ـ (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ...). بنفي شركهم وبالحلف على ذلك لأنهم أقسموا اليمين وهم يعلمون أنهم كاذبون (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) أي فاتهم وضاع عنهم ما افتروا به وكذبوا على أنفسهم بتنصيبه ربّا لهم وشريكا لله تعالى في حين أنه صنم لا يسمع ووثن لا يضر ولا ينفع. وحاصل معنى الآية الشريفة أنه غاب عنهم ما كانوا يقولونه كذبا وافتراء من إثبات الشريك لله تعالى. وفي القمي مقطوعا أنها في قدريّة هذه الأمة ويحشرون مع اليهود والنصارى والمجوس.
٢٥ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ...) يعني : أن بعض هؤلاء المشركين الضالين يصغون إليك وأنت تتلو القرآن. والضمير في : منهم ، للشأن والقصة. وقد قيل إن جماعة من قريش قالوا للنضر بعد أن استمع إلى القرآن : ما يقول محمد؟. فقال : أساطير الأولين ، فنزلت هذه الآية الكريمة. فهؤلاء الذين يستمعون إليك ولا يعقلون ما تقول قد عميت أبصارهم وصمّت أسماعهم عن الحق (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) جمع كنان ، وهو ما يغطّي ويستر ، فقد حجزت الأكنّة بينهم وبين (أَنْ يَفْقَهُوهُ) ويفهموا معانيه ويعلموها ، إذ جعلنا قلوبهم محجوبة عن ذلك (وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً) أي ثقلا في السمع وصمما (وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها) أي لا يصدقون بها لعنادهم الشديد ولتحكّم تقليد أسلافهم بهم (حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ) أي يخاصمونك ويناقشونك في كل قول. والجملة حال من فاعل : جاؤوك. وحينئذ (يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا) حين مجادلتك : (إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) والأساطير جمع أسطورة ، وهي الخرافات والأباطيل. وفي قولهم هذا يبلغون غاية التجاسر والتكذيب قاتلهم الله.
٢٦ ـ (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ...) أي أن الكفرة يمنعون غيرهم