(وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) أي لا تسلكوا الطّرق المتشعّبة الملتوية التي تسير وفق الأهواء والرغبات (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) فتفرق ، يعني : فتتوزّع وتأخذ بكم وتصرفكم عن طريق الحق المستقيم وتزيلكم عن اتّباع الوحي واقتفاء البرهان الساطع (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي وصّاكم بذلك لتتجنبوا التّيه في الضلال والتفرّق عن الحق والحقيقة ، ولتؤمنوا بما جاء من عند الله. وفي العياشي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنه قال لبريد العجلي : تدري ما يريد : بصراطي مستقيما يعني رسول الله؟ قال : قلت : لا. قال : ولاية علىّ والأوصياء عليهمالسلام في خطبة الغدير. قال : وتدري ما يعني : فاتّبعوه؟ قال : قلت : لا. قال : يعني علي بن أبي طالب عليهالسلام. قال : وتدري ما يعني : ولا تتّبعوا السّبل؟ قال : قلت : لا. قال : ولاية فلان وفلان والله. قال : وتدري ما يعني : فتفرّق بكم عن سبيله؟ قال : قلت : لا. قال : يعني سبيل عليّ عليهالسلام.
* * *
(ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (١٥٤) وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥) أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ (١٥٦) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ (١٥٧))