بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم (١)
اللهُ
لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ
الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ
وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدىً
لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ لَهُمْ
عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (٤) إِنَّ اللهَ لا
يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (٥) هُوَ الَّذِي
يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (٦))
١ ـ (الم) : قد مر تفسيرها في سورة البقرة فلا نكرره ، مضافا الى أن
تلك الحروف المقطّعة في أوائل السور ، من المتشابهات التي علمها عنده تعالى وعند
أمناء وحيه ، فليس لنا أن نتعرض لها بجزم. نعم نقول عن بعض جهاتها : حقّ الميم هو
الوقف عليها والابتداء بما بعدها كما قرأ عاصم ، أما الباقون من القراء فقد فتحوها
لالتقاء الساكنين ، إذا ألقوا فتحة همزة «الله» عليها إشعارا بأنها في حكم الثابت
، وجعلوا حذفها تخفيفا لقراءة الدّرج.
٢ ـ (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) .. كلمة توحيد. وروي أنها والجملة المستثناة من قوله (الحي
القيوم) اسم الله الأعظم. و (الله) علم لذات واجب الوجود جلّ وعلا ، الجامعة لصفات
الكمال بأجمعها. وقد تقدم تفسير (الحي القيوم) في آية الكرسي ـ ٢٥٥ من سورة البقرة
ـ
٣ ـ (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) الظاهر أن المراد بالكتاب هو القرآن الكريم و (بِالْحَقِ) حال ، أي مقترنا بالحق ، إمّا بلحاظ تنزيله : أي تنزيله هو
حق ثابت ، متيقن أنه من عنده سبحانه لا ريب فيه لا من عند غيره تعالى كالتوراة
والإنجيل المختلقين المبتدعين من عند المخترعين بعد رفع عيسى