عليهالسلام هو المقصود هنا ..
وقد أجاب صاحب روح البيان بقوله : نظرا لما هو عليه في بدء خلقه ، فإنه في ذاته لا يوصف بعقل ولا بشيء من الفضائل .. وهذا الجواب غير وجيه مطلقا ، وبالأخص في المراد بالآية وهو عيسى عليهالسلام الذي تكلم بعد ولادته مع من عيّروا أمّه وقال : إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّا ، وجعلني مباركا أينما كنت .. والذي يفعل ذلك لا يقال إنه لا يكون عاقلا في بدء ولادته ، ولا يقال إنه كان غير عاقل حتى أنيبت عنه : ما .. وأحسن مما سبق هو ما قاله صاحب المجمع في جوامع الجامع : المراد بقوله : (ما لا يَمْلِكُ) : عيسى عليهالسلام ، أي شيئا .. وهذا يعني أنه سبحانه كأنه قال : أتعبدون من دون الله شيئا لا يستطيع أن يضركم أو ينفعكم بمثل ما يفعل الله تعالى؟ .. (وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) شديد السمع للأقوال لأنه يسمع وساوس الصدور ولا يصمّ سمعه صوت ، وواسع العلم بالأفعال ومطّلع على النوايا وخطرات القلوب.
٧٧ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ...) أي لا تتجاوزوا الغاية ولا تصلوا إلى المغالاة في عقيدتكم ولا تتصلّبوا وتعتنقوا (غَيْرَ الْحَقِ) وهذه العبارة صفة للمصدر ، أي : لا تغلوا غلوّا غير الحق ، يعني غلوا باطلا بتخطّي الحق (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ) ولا تسلكوا طريق رؤسائكم الذين ضلّوا قبلكم وقبل مبعث النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وذهبوا مع هوى نفوسهم (وَأَضَلُّوا كَثِيراً) أي ضيّعوا الكثيرين من الذين اتّبعوهم على التثليث والشرك لمّا بعث محمد (ص) بالإسلام (وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) تاهوا عن الطريق السويّ المستقيم حين كذّبوه (ص) وبغوا عليه.
* * *
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى