والنفاق (نادِمِينَ) متحسّرين على الشك الذي يخامر نفوسهم في أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وعمّا قريب .. وفي العياشي عن الصادق عليهالسلام ، في تأويل هذه الآية المباركة : أذن في هلاك بني أمية بعد إحراق زيد بسبعة أيام. وبتأويله هذا قد يعني نفاق أعوان بني أمية الذين كان لسان حالهم كلسان حال المنافقين الأوائل ، ففعلوا ما فعلوا ، وسارعوا إلى إرضاء بني أمية بحجة خوف تلك الشجرة الملعونة في القرآن ، التي اجتثت من الأرض.
٥٣ ـ (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا ..) أي أن المؤمنين يقولون متعجبين ومنكرين ومستهزئين : (أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا) حلفوا (جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) حلفا مغلظا (بِاللهِ) تعالى : (إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ) وواضح أن هذا الاستفهام إنكاري ، أي ليس الأمر كذلك بل المنافقون مع اليهود باطنا ، ومع المسلمين ظاهرا ، ولذلك (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) أي بطلت لأنهم عملوها رياء فذهبت هباء منثورا (فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ) للدنيا والآخرة بنفاقهم وأعمالهم الريائية.
* * *
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤))
٥٤ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ ..) الارتداد هو الرجوع عن الإسلام بعد اعتناقه ، كقوله القائل أنا بريء من الله ورسوله ودينه مع القصد والعقيدة. فهذا القول يكشف عن الكفر بعد الإسلام ، أي عن الارتداد. والمرتد على قسمين : مرتد عن ملّة ، ومرتد عن فطرة. وحكم