الكامل الخالص من كل ما كرهه الله (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) لا خوف عليهم في الأخرى ولا يحزنون على الدنيا ، وينجون من هذين الأمرين الّذين قد يعرضان لكل أحد. فالاطمئنان من العتاب والأمن من العقاب من أعظم النّعم وأجلّها. وفي هذه الآية بشارة أيّة بشارة لأمّة محمّد (ص) وكرامة أيّة كرامة. و «من» هي مبتدأ وخبره فلهم أجرهم وهي في موضع الجزم ، والجملة خبر إنّ وإنّما رفع : لتكرير «لا».
* * *
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٤) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (٦٥) فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦))
٦٣ ـ (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) ... أي اذكروا العهد الذي أخذناه عليكم بالعمل بما في التّوراة من التكاليف ، ومن الاعتراف بنبوّة محمّد (ص) والوصاية لعليّ والطيّبين من ذرّيتهما (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) وهو جبل في صحراء التّيه بسيناء ، قيل إن موسى (ع) لمّا جاءهم بالألواح رأوا أنّ ما فيها من