يعني الصيام. وفي المجمع عن العياشي عن الصادق (ع) أيضا : ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غمّ من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما؟ .. أما سمعت الله يقول : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)؟. (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ) أي الصلاة عن القمّي. ويحتمل أن يكون الضمير راجعا إلى الاستعانة. والمراد بكبرها كونها ثقيلة شاقة كما في قوله سبحانه : (كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ) إلخ ... أي صعب وشقّ. (إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) المتواضعين الخاضعين لله تعالى. لأن نبيّنا (ص) الذي يعلن : قرّة عيني الصلاة ، ويقول في أوقاتها : أرحنا يا بلال. أي عجّل في الأذان لها فإنها أحسن مواقفي وأحوالي ، كيف يتصوّر في حقه وحقّ من يشابهه ، أن تكون الصلاة ثقيلة عليه؟. لا ، بل فيها لذّة له لا يذوقها أحد غيره أبدا.
٤٦ ـ (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) ... يظنّون هنا : يعتقدون لقاء الله وحسابه. قال أمير المؤمنين عليهالسلام في تفسيرها : اللقاء : البعث ، والظنّ : اليقين.
فتوقّعهم ثابت لعلمهم بلقاء ثواب ربّهم. وفي هذه الشريفة بيان وتفسير لما قبلها من المستثنى. وعلى هذا فالظنّ هنا : العلم ، لأن الخاشعين بعيدون غاية البعد عن الظّن بلقاء ربّهم وبالبعث والنشور والثواب والعقاب ، بل هم العالمون بذلك علما يقينا ، وخشوعهم يكشف عن علمهم الذي ذكرناه. (وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) معادون يوم القيامة للنّعيم والجنان والجزاء الأوفى. ولكن ، قال الإمام عليهالسلام في تفسيره : وإنما قال (يَظُنُّونَ) لأنهم لا يدرون بماذا يختم لهم ، لأن العاقبة مستورة عنهم. لا يعلمون ذلك يقينا لأنهم لا يأمنون أن يغيّروا أو يبدّلوا. وقال رسول الله (ص): لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة ، ولا يتيقّن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له.