وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (٤٦))
٤٠ ـ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ) ... يا أولاد يعقوب الذي هو إسرائيل ، ومعنى إسر : عبد. وإيل : هو الله وإسرائيل : هو عبد الله ، باللغة العبرانية ، وقيل : صفوة الله. قال سبحانه لمن تحدّر من نسل يعقوب (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ.) فبعد ان أثبت عزّ وعلا الوحدانية والرسالة والحشر ، وعدّد نعمه العامّة كما مرّ ، خاطب أهل الكتاب وأمرهم بذكر نعمه عليهم وشكرها ، وطلب إليهم الوفاء بعهده والوفاء بميثاقه من معرفة محمد (ص) وكونه قد بعث وأصبح في مدينتكم ، وقد وضحت لديكم دلائله وظهر صدقه في حمل رسالة السماء فلا يشتبه حاله عندكم ، ولا تنسوا أبدا نعمي التي أهمّها إنجاء آبائكم من فرعون والغرق (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) أي أوفوا بميثاقي عليكم في عالم الذّر ، من الإيمان بي وبرسلي وكتبي المنزلة إليكم ، وبما فيها من الشرائع والأحكام ، وببعث محمّد في آخرهم ، والإيمان به وبشريعته ، فإنه خاتم الأنبياء ، وكتابه خاتم الكتب السماوية وناسخ الكتب السالفة. فإذا وفيتم بهذه المذكورات وفيت بما عاهدتكم عليه من