للخصومات والمشاكل وإذا اقتضت المصلحة ذلك (إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يرى ويشاهد أعمالكم ويعطيكم أفضل جزاء المحسنين إن أحسنتم ، وأما إذا اسأتم فعلى أنفسكم تجنون ، وإذا نسيتم الفضل ، وتغافلتم عن الإحسان فلا شيء لكم ولا عليكم. وفي العياشي عن الباقر عليهالسلام أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يأتي على الناس زمان عضوض ، يعضّ كلّ امرئ على ما في يديه ، وينسون الفضل بينهم. قال الله تعالى : (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ). وفي العيون عن عليّ عليهالسلام بهذا المضمون.
* * *
(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩))
٢٣٨ ـ (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ) (١) .. عن زيد بن ثابت ، قال : لما هاجر النبيّ كانت أثقل الأمور على الناس المهاجرين هي الصلاة. وكان من
__________________
(١) قيل في وجه ذكر الصلاة خلال احكام الأزواج والأولاد لئلا يلهيهم ذلك عنها لكثرة أحكامه والاهتمام بشأنه. وهو وجه غير موجّه عندنا ، إذ لعل ذكرها هنا كان بمناسبة أنه تعالى بعد بيان آيات الأحكام بعناوينها قال : ولا تنسوا الفضل بينكم تنبيها للعباد ، ثم بيّن أنّ من أجلّ أفراد الفضل والإحسان التذكّر لنعم الله والمحافظة على الصلوات ، والإتيان بها في أول أوقاتها ، والاهتمام بها رغم شدة الأحكام في غيرها وهذا لعظم أمر الصلاة التي هي من أفضل الطاعات والعبادات. ولذا خصّها بالذكر خلال احكام يراها الإنسان غير مناسبة لها. وفي هذا دليل على عظيم شأن الصلاة عند الله تعالى وعلى غاية فضلها ، بغضّ النظر عن الآيات الأخرى والروايات ، والله العالم.