بهم. وهذا الجملة مترتّبة على صدر الآية ، فإن العبد إذا كان بتلك الصفة فالله تعالى كان ولا يزال رؤفا به. وقد أتى بالجملة الاسميّة لكونها تقضي الثبوت والدوام. والرأفة هي المرتبة الشديدة من الرحمة ، ولذا آثر الرأفة في هذه الآية الكريمة.
* * *
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٠٨) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٠٩) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٢١٠))
٢٠٨ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ) ... أي في المسالمة لدين الإسلام. وفي العياشي عن الصادق عليهالسلام : الدخول في السلم : ولاية عليّ عليهالسلام والأوصياء من بعده ، وخطوات الشيطان ولاية أعدائه وهناك رواية عيّنت بعضهم. وفي بعض التفاسير : السلم : الاستسلام وهو الصّلح ، أي اجتنبوا البغضاء والشحناء ، وادخلوا في ذلك (كَافَّةً) بأجمعكم (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) ولا تسلكوا طريقه (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) ظاهر العداوة والخصومة.
٢٠٩ ـ (فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ ..) أي إذا انزلقتم وانحرفتم عن الحق وطريق الصواب ؛ أي السّلم الذي أمر به الله بعد أن ظهرت