خير مما كان لمصالح العباد ومنافعهم.
١٠٧ ـ (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ... الخطاب للنبيّ (ص) والأمة لقوله سبحانه : وما لكم. ولا يخفى أنه لا فرق بين هذه الآية وسابقتها ، والقول فيهما واحد. والتعليل بلكم هنا أن الخطاب للنبيّ والأمة عليل كما لا يخفى ، فلذا جزنا عن الفرق. ومفاد الشريفة بناء على كون الاستفهام للتقرير : لا بدّ أن تعلموا أنّ الله سبحانه يملك أموركم ، ويجريها على ما فيه صلاح دينكم ودنياكم من النسخ وغيره ، كما أنه تعالى مالك السماوات والأرض ومدبّر أمرهما وأمور من فيهما وما فيهما بأجمعهما ؛ ولا مؤثر في الوجود إلا هو عزوجل. يؤيّد هذا ويؤكّده ما يستفاد من الكريمتين ، قوله بعدهما (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍ) أي أن من يتولّى أموركم ويقوم بإصلاحها ودفع مضارّها ومفاسدها هو من أزمّة الأمور طرّا بيده ، وكلّها مستمدّة من مدّه وعونه (وَلا نَصِيرٍ) أي لا ناصر قويّا ينصركم في الشدائد ويعينكم في المهالك وينجيكم من الحوادث ، قادرا على ذلك كله ، غير الله تعالى.
* * *
(أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٠٨) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ