جبرائيل أنهم ظالمون لأنه عليهالسلام هو الذي أنزل القرآن على قلبك (بِإِذْنِ اللهِ) ومن عنده (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) أي أن القرآن يصدّق ما قبله من الكتب السماوية ومنها كتابهم التوراة. وقد كان ينبغي لليهود أن يحبّوا جبرائيل (ع) ويمدحوه لأنه حمل كتابا يصدّق كتابهم ، لا أن يذمّوه ويعادوه. فقوله : فإنه .. إلى آخرها : جواب للموصول بإقحام ما هو الجواب حقيقة بين الفاء ومدخوله ، وهو غير متّصف بقرينة المقام ومدخول الفاء. أي أن جملة : نزّله ، تقع في مورد التعليل : لأنه نزّله ...
ومن المحتمل كون الموصول استفهاما ، تهديديّا ، وجملة : فإنه نزّله : حاليّة وبيان لعظمة جبرائيل (ع) والله أعلم .. (هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) هدى من الضلالة ، ومبشّرا بمحمّد (ص). وهما حالان من مفعول نزّله. وقد قلنا : إن جملة : نزّله في مورد الحال وجزاء ظاهرا للشرط ، فحذف الجزاء الواقعي وأقيمت علّته مقامه.
٩٨ ـ (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ) ... المراد بالعداوة لله مخالفة أوامره ونواهيه ، والعناد في إنعامه على المقرّبين من عباده. أمّا الملائكة فلعلّهم ملائكة النّصر المبعوثون لنصرة أولياء الله وإعانتهم في موارد الحاجة (وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) أفردا بالذكر مع دخولهما في الملائكة لفضلهما ، فكأنّهما من جنس آخر ، أو لأن النزاع كان فيهما. فإذا كنتم أيها اليهود أعداء لهؤلاء (فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) أتى بالمظهر موضع الضمير ليفيد أنه تعالى عاداهم لكفرهم ، وسيفعل بهم ما يفعله العدوّ بالعدو.
٩٩ ـ (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ) ... في المجمع ، عن ابن عباس أنه قال : جاء عبد الله بن صوريا وجماعة من اليهود إلى النبيّ (ص) ـ وكان ابن صوريا من علماء يهود فدك ـ فقالوا : يا محمّد ، ما جئتنا بشيء تطمئنّ به قلوبنا