٨١ ـ (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) ... بلى : إثبات لما يتفوّه به. وهي ردّ عليهم ، أي : نعم قد تمسّكم النار ، أنتم وكل (مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً) عمل عملا قبيحا وفعلا شنيعا (وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) طوّقته من جمع نواحيه. وذلك كمن أشرك بالله أو أنكر وجوده عزوجل ، فإنه ليس بعد الكفر ذنب كما يقال ، فالآية الشريفة تشير إلى عظم الخطيئة التي من شأنها أن تحيط بمرتكبيها كإنكار الصانع والعياذ بالله (فَأُولئِكَ) أي المرتكبون للسيئات ، الذين تحيط بهم خطاياهم ، هم (أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) ففي الكافي ، ورد في ذيل هذه الآية أن الصادق عليهالسلام قال : لأنّ نيّاتهم في الدنيا أن لو خلّدوا فيها أن يعصوا الله أبدا ، فبالبيّنات خلّدوا. وفي التوحيد ، عن الكاظم عليهالسلام قوله : لا يخلّد الله في النار إلّا أهل الكفر والجحود والضّلال والشّرك. وهذه الرواية تؤيّد ما قلناه من أن السيّئة الموجبة للخلود في النار هي الكفر. وفي تفسير الإمام عليهالسلام : السيئة المحيطة هي الشّرك بالله تعالى ، والكفر به. وفي الكافي عن أحدهما (ع) قال : إذا جحدوا إمامة أمير المؤمنين (ع) فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
٨٢ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ... لما توعّد الله المسيئين الخاطئين بالنار ، ثنّى بوعده الكريم لمن يعملون الأعمال الصالحة ، أي يأتمرون بما أمر به ويتركون ما نهى عنه وقابل الوعيد بالوعد ليرى الناس ثوابه ويخشون عقابه ، ثم عطف العمل على الإيمان لإخراجه عنه ولتغايرهما ، وقال : إن المؤمنين الذين يفعلون الواجبات ويلتزمون بالتّروك (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
* * *
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ