والمنكرون للزيادة والنقص احتجوا بأمور ومنها قولهم : إن النوافل لا غاية لها فلو كانت من الإيمان لم يوصف كل واحد بأنه كامل الإيمان حتى الأنبياء صلوات الله عليهم ولوجب وصف الكل بأنهم ناقصو الإيمان وهذا مستنكر عند المسلمين.
وقد أجاب القاضى أبو يعلى على هذا القول بعد إيراده فقال : الجواب إن ترك النوافل التى ليست براتبة مع الفرائض لا يوجب نقصان إيمانه ولا نصفه بنقصان الإيمان (١). لأن النقصان يفيد الذم وليس لذلك مدخل فى الذم وإذا كان كذلك لم يصح ما قالوه من أنه يفضى إلى نفى كمال الاسم فى حق الجماعة لأنه إنما ينتفى بما يفيد الذم وذلك يحصل فى أشياء محصورة : الواجبات والمسنونات الراتبة إذا داوم على تركها وفعل المنهيات صغيرها وكبيرها وقد ذكر أحمد ـ رحمة الله عليه ـ معنى هذا السؤال فى كتابه إلى أبى عبد الرحيم محمد بن أحمد ابن الجراح الجوزجانى وأجاب عنه (٢).
قول الإمام أحمد فيمن قال : يزيد ولا ينقص
قال إسحاق الكوسج :
٣٥ ـ سئل أحمد عن الإيمان. فقال : يزيد وينقص. قلت : ينقص؟ قال : ينقص (٣).
٣٦ ـ وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ : وسمعته يقول أيش كان الإيمان أليس كان ناقصا فجعل يزيد (٤).
__________________
(١) كما أشرت سابقا أن النوافل والطاعات من أتى بها فهو أكمل إيمانا ممن تركها وإن كان تاركها لا يوصف بنقصان الإيمان.
(٢) الإيمان للقاضى أبى يعلى (ق ١٥ / ب).
(٣) مسائل الكوسج (٢ / ١٧٩ ـ ن ، المصرية).
(٤) مسائل ابن هانئ ٢ / ١٦٢. وانظر : رواية صالح السابقة.