فقد روى البخارى (١) ، ومسلم (٢) عن أنس بن مالك فى حديث الشفاعة : «... فأقول أمتى فيقال لى : انطلق فمن كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها فأنطلق فأفعل ثم أعود إلى ربى فأحمده تلك المحامد ثم أخر له ساجدا ، فيقال لى : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول : يا رب أمتى أمتى فيقال لى انطلق فمن كان فى قلبه أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل» هذا لفظ مسلم.
وروى البخارى (٣) ، ومسلم (٤) من حديث أبى سعيد الخدرى يرويه عن النبيصلىاللهعليهوسلم : «... فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم فى قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم قد غاب فى النار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول : اذهبوا فما وجدتم فى قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فما وجدتم فى قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه فيخرجون من عرفوا». هذا لفظ البخارى.
ومما احتج به حديث : «لا يزنى الزانى» : يقول النووى تعليقا عليه فى باب نقصان الإيمان بالمعاصي (٥) «هذا الحديث مما اختلف العلماء فى معناه فالقول الصحيح الّذي قاله المحققون أن معناه لا يفعل هذه المعاصى وهو كامل الإيمان وهذا من الألفاظ التى تطلق على نفى الشيء ويراد نفى كماله ومختاره (٦). اه.
__________________
(١) في الصحيح ١٣ / ٤٧٤ ح : ٧٥١٠.
(٢) فى الصحيح ١ / ١٨٢.
(٣) فى الصحيح ١٣ / ٤٢١ ح : ٤٧٣٩.
(٤) فى الصحيح ١ / ١٦٩ ـ ١٧٠ ح : ٣٠٢.
(٥) فى شرح صحيح مسلم : ٢ / ٤١.
(٦) انظر : قول الإمام أحمد ـ وغيره ـ فى معنى الحديث عند بعض ما احتج به الإمام أحمد على تفريقه بين الإسلام والإيمان ص : ١٠٩.