منه عن الصحابة ولم يعرف فيه مخالف من الصحابة (١). ويقول أيضا : وبعضهم عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل فقال : أقول الإيمان يتفاضل ويتفاوت ، ويروى عن ابن المبارك وكان مقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النزاع إلى معنى لا ريب فى ثبوته (٢).
بعض ما احتج به الإمام أحمد
على زيادة الإيمان ونقصانه من الكتاب والسنة
٣٠ ـ فى كتابه إلى أبى عبد الرحيم الجوزجانى قال : ثم ما وصف الله تبارك وتعالى فى كتابه من زيادة الإيمان فى غير موضع مثل قوله : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) (٣) وقال : (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً) (٤) وقال : (وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً) (٥) وقال : (فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٦).
ثم قال : فإن زعموا أنهم لا يقبلون زيادة الإيمان من أجل أنهم لا يدرون ما زيادته ، وأنها غير محدودة ، فما يقولون فى أنبياء الله وكتبه ورسله؟ هل يقرون بهم فى الجملة ويزعمون أنه من الإيمان؟ فإن قالوا : نعم. قيل لهم : هل تجدونهم أو تعرفوا (٧) عددهم أليس إنما يصيرون فى ذلك إلى الإقرار بهم فى الجملة ثم يكفوا (٨) عن عددهم وكذلك زيادة الإيمان (٩).
__________________
(١) مجموع الفتاوى : ٧ / ٢٢٤.
(٢) مجموع الفتاوى : ٧ / ٥٠٦ ـ ٥٠٧.
(٣) سورة الفتح / ٤. وقد نقل ابن هانئ احتجاجه بهذه الآية. انظر : مسائل ابن هانئ : ٢ / ١٦٣.
(٤) سورة المدثر / ٣١.
(٥) سورة الأنفال / ٢.
(٦) سورة التوبة / ١٢٤.
(٧) في كتاب الإيمان لابن تيمية ص : ٣٩١ «هل تجدونهم وتعرفون».
(٨) في كتاب الإيمان لابن تيمية ص : ٣٩١ «يكفون».
(٩) السنة للخلال : (ق ١٠٨ / ب ـ ١٠٩ / أ).