١٤ ـ أخبرنى عبد الملك بن عبد الحميد الميمونى قال : سمعت أحمد بن حنبل يوما. وذكر هذا الحديث يعنى حديث الجارية التى أتى بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : هم يحتجون به يعنى المرجئة وهو حجة عليهم يعنى المرجئة. يقولون : الإيمان قول : النبي صلىاللهعليهوسلم لم يرض منها حتى قال : تؤمنين بكذا تؤمنين بكذا.
١٥ ـ كتب إلى يوسف بن عبد الله (١) : أن الحسن بن على بن الحسين (٢) حدثهم أن أبا عبد الله قال فى الحديث : «أعتقها فإنها مؤمنة» قال : مالك لا يقول «فإنها مؤمنة» قال أبو عبد الله : يمكن أن يكون هذا قبل أن تنزل الفرائض (٣).
التعليق :
بعد أن أوردت بعض ما احتج به الإمام أحمد على المرجئة المنكرين دخول الأعمال فى الإيمان أتبعته ببعض الأحاديث التى تعلق بها المرجئة مدعين أنها تدل على أن الأعمال ليست من الإيمان. ومن هذه الأحاديث حديث الجارية المتقدم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما احتجاجهم بحديث الجارية فهو من حججهم المشهورة وبه احتج ابن كلاب (٤) ا ه.
وقد أجاب الإمام أحمد ـ كما تقدم آنفا ـ بأجوبة ثلاث حول معنى الحديث :
__________________
(١) هو الإسكافى. كما جاء فى غير موضع من هذا الكتاب وغيره من كتب الخلال. ولم أجد له ترجمة فيما اطلعت عليه من المصادر.
(٢) هو : الحسن بن على بن الحسين ابن الاسكافى ، أبو على ، ذكره الخلال فقال : جليل القدر عنده عن أبى عبد الله مسائل صالحة حسان كبار أغرب فيها على أصحابه. طبقات الحنابلة : ١ / ١٣٦.
(٣) السنة : (ق ٩٥ / ب).
(٤) مجموع الفتاوى : ٧ / ٢٠٩.