يقول شارح
الطحاوية : وهذا الكلام فاسد. فإن لازمه أن معنى قوله (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) هو معنى قوله : (وَأَقِيمُوا
الصَّلاةَ) ومعنى آية الكرسى هو معنى آية الدين ومعنى سورة الإخلاص هو
معنى (تَبَّتْ يَدا أَبِي
لَهَبٍ) وكلما تأمل الإنسان هذا القول تبين له فساده وعلم أنه
مخالف لكلام السلف ، والحق أن التوراة والإنجيل والزبور والقرآن من كلام الله
حقيقة وكلام الله لا يتناهى ، فإنه لم يزل يتكلم بما شاء إذا شاء كيف شاء. ولا
يزال كذلك قال تعالى : (لَوْ كانَ الْبَحْرُ
مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ
رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) وقال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي
الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ
أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .
ولو كان ما فى
المصحف عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله لما حرم على الجنب والمحدث مسه ، ولو
كان ما يقرأه القارئ ليس كلام الله لما حرم على الجنب والمحدث قراءته ، بل كلام
الله محفوظ فى الصدور مقروء بالألسن مكتوب فى المصاحف . اه.
والّذي يتضح من
الأدلة أن كلام الله عزوجل أنواع فمنه الأمر ومنه النهى ومنه الخبر ومنه الاستخبار
ومنه النداء. وكل نوع يختلف عن الآخر والله تعالى أعلم.
ولزيادة الإيضاح
حول مسألة الكلام والفرق المخالفة. يراجع : الصواعق المرسلة لابن القيم ، حيث ذكر الأقوال التى ساقها شارح الطحاوية وتكلم عنها
بالتفصيل وزاد عليها قول الاتحادية.
__________________