والمعتزلة يدعون : أنه عالم بعلم. وعلمه ذاته (١). وهذا باطل.
وهم بقولهم هذا ينكرون أن يكون العلم صفة لله عزوجل والبعض منهم كالمريسى إذا سئل : هل لله علم يقول : لا يجهل. وعند ما ناظره الإمام عبد العزيز المكى صاحب الإمام الشافعى فى هذه المسألة «وجعل يقرر السؤال له عن صفة العلم ، تقريرا له وبشر يقول : لا يجهل ، ولا يعترف له أنه عالم بعلم ، فقال الإمام عبد العزيز : نفى الجهل لا يكون صفة مدح ... وقد مدح الله تعالى الأنبياء والملائكة والمؤمنين بالعلم ، لا بنفى الجهل. فمن أثبت العلم فقد نفى الجهل ، ومن نفى الجهل لم يثبت العلم ، وعلى الخلق أن يثبتوا ما أثبته الله تعالى لنفسه ، وينفوا ما نفاه ويمسكوا عما أمسك عنه (٢).
__________________
(١) انظر : مقالات الإسلاميين للأشعرى ١ / ٢٤٥ ، وشرح الأصول الخمسة ص : ١٨٣.
(٢) شرح العقيدة الطحاوية ص : ١٤٧ ـ ١٤٨.