ينزل إلى السماء الدنيا أو كيف يداه ونحو ذلك. فقل له : كيف هو ذاته؟ فإذا قال لك لا يعلم ما هو إلا هو وكنه البارى تعالى غير معلوم للبشر. فقل له : فالعلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية الموصوف ، فكيف يمكن أن تعلم كيفية صفة لموصوف لم تعلم كيفيته. وإنما تعلم الذات والصفات من حيث الجملة على الوجه الّذي ينبغى لك ...
وأما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها ، أعنى الذين يقولون : ليس لها فى الباطن مدلول هو صفة لله تعالى قط ، وإن الله لا صفة له ثبوتية ، بل صفاته إما سلبية وإما إضافية وإما مركبة منهما ، أو يثبتون بعض الصفات ـ وهى الصفات السبع أو الثمانية أو الخمسة عشر ـ أو يثبتون الأحوال دون الصفات ، ويقرون من الصفات الخبرية بما فى القرآن دون الحديث على ما قد عرف من مذاهب المتكلمين فهؤلاء قسمان :
قسم يتأولونها ويعنون المراد مثل قولهم : استوى بمعنى استولى ، أو بمعنى علو المكانة والقدر ، أو بمعنى ظهور نوره للعرش ، أو بمعنى انتهاء الخلق إليه إلى غير ذلك من معانى المتكلمين.
وقسم يقولون : الله أعلم بما أراد بها ، لكنا نعلم أنه لم يرد إثبات صفة خارجية عما علمناه.
وأما القسمان الواقفان :
فقوم يقولون : يجوز أن يكون ظاهرها المراد اللائق بجلال الله ويجوز أن لا يكون المراد صفة الله ونحو ذلك. وهذه طريقة كثيرة من الفقهاء وغيرهم. وقوم يمسكون عن هذا كله ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث معرضين بقلوبهم وألسنتهم عن هذه التقديرات.
فهذه الأقسام الستة لا يمكن أن يخرج الرجل عن قسم منها (١).
__________________
(١) انظر : مجموع الفتاوى ٥ / ١١٣ ـ ١١٧.