كثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء وأمثالها مما كثر فيه تنازع الناس بالنفى والإثبات ، إذا فصل فيها الخطاب ، ظهر الخطأ من الصواب (١).
ما أثر عن الإمام أحمد فى حروف المعجم
هل هى مخلوقة أم لا
قال القاضى أبو يعلى بن الفراء :
٢٦٣ ـ مسألة فى حروف المعجم التى يدور عليها كلام الآدميين هل هى مخلوقة أم لا. قال شيخنا أبو عبد الله (٢) : المذهب أنها مخلوقة وقد قال أحمد : الآدمى وكلامه مخلوق وهذا كلام الآدمى فيجب أن تكون مخلوقة.
قال الشيخ أبو عبد الله : ورأيت طائفة تزعم أنها على المذهب قالوا : هى غير مخلوقة وركبوا فى الأسماء المحدثات مثل ذلك قال : وأصل هذا ما نقله أبو طالب عن أحمد وقد حكى له (قول) سرى السقطى (٣) لما خلق الله الحروف سجدت له إلا الألف فقال : لا أسجد حتى أؤمر فقال : هذا كفر. فقد أنكر القول على الحروف.
ووجه هذا القائل : أن هذا الكلام كلام الله تعالى بقوله : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) (٤). وإذا كانت كلاما له لم تكن مخلوقة ومثل كلامه الّذي هو القرآن.
__________________
(١) مجموع الفتاوى ٧ / ٦٦٤.
وانظر : مسألة فى الإيمان من كلام أبى الحسن الأشعرى. وهى مخطوطة وتقع فى عدة ورقات لها صورة فى مكتبة فضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري وانظر أيضا : ما ذكره القاضى أبو يعلى حول هذه المسألة فى الروايتين والوجهين (ق : ٢٥٣) ، وفى مختصر المعتمد ص : ١٩١ فما بعدها.
(٢) هو : الحسن بن حامد بن على البغدادى المعروف بأبى عبد الله بن حامد قال عنه الذهبى : شيخ الحنابلة ومفتيهم ، مصنف كتاب «الجامع» فى عشرين مجلد فى الاختلاف. انظر ترجمته فى : ت / بغداد ٧ / ٣٠٣ ، طبقات الحنابلة ٢ / ١٧١ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٠٣ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٤٩.
(٣) أبو الحسن البغدادى ، الصوفى ، توفى سنة إحدى أو ثلاث أو سبع وخمسين ومائتين. انظر ترجمته فى : ت / بغداد ٩ / ١٨٧ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٨٥ ، حلية الأولياء ١٠ / ١١٤.
(٤) سورة البقرة / ٣١.