رسالة الإمام أحمد إلى الخليفة المتوكل فى أمر القرآن
١٧٥ ـ قال أبو عبد الرحمن (١) (ق : ٦ / ب) : نحن كتبنا الصدر وقرأنا عليه.
قال أبو عبد الرحمن : وكان قال لنا الشيخ : اذهبوا بهذا الكتاب إلى أبى على بن يحيى بن خاقان (٢) وكان هو الرسول فاقرءوه عليه فإن أمركم أن تنقصوا منه شيئا فانقصوا له وإن زاد شيئا فردوه إلى حتى أعرف ذلك فقرأته عليه فقال : يحتاج أن يزاد فيه دعاء للخليفة فإنه يسر بذلك فزدنا فيه هذا الدعاء :
كتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى أبى يخبره أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه ـ يعنى المتوكل ـ (٣) أمرنى أن أكتب أسألك عن أمر القرآن لا مسألة امتحان ولكن مسألة معرفة وبصيرة.
وأملى عليّ أبى :
إلى عبيد الله بن يحيى أحسن الله عاقبتك أبا الحسن فى الأمور كلها ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته فقد كتبت إليك رضى الله عنك بالذى سأل عنه أمير المؤمنين أيده الله من أمر القرآن بما حضرنى وإنى أسأل الله عزوجل
__________________
(١) هو : عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(٢) هو : عبيد الله بن يحيى بن خاقان التركى ، قال الذهبى : وزر للمتوكل وللمعتمد وذكر ابن أبى يعلى أنه نقل عن الإمام أحمد أشياء توفى سنة ثلاث وستين ومائتين. انظر : طبقات الحنابلة : ١ / ٢٠٤ ، سير أعلام النبلاء : ١٣ / ٩ ، المنتظم : ٥ / ٤٥.
(٣) الخليفة أبو الفضل جعفر بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد هارون بن المهدى بن المنصور القرشى العباسى ، بويع عند موت أخيه الواثق سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. قال خليفة بن خياط : استخلف المتوكل فأظهر السنة. وقال الذهبى : أظهر المتوكل السنة وزجر عن القول بخلق القرآن وكتب بذلك إلى الأمصار ... وأطلق من تبقى فى الاعتقال ممن امتنع من القول بخلق القرآن ... والتمس المتوكل من أحمد بن حنبل أن يأتيه ، فذهب إلى سامرا ، ولم يجتمع به ، استعفى ، فأعفاه ، ودخل على ولده المعتز ، فدعا له. قتل المتوكل سنة سبع وأربعين ومائتين. انظر سيرته فى ت / بغداد : ٧ / ١٦٥ ـ ١٧٢ ، وفيات الأعيان : ١ / ٣٥٠ ـ ٣٥٦ ، سير أعلام النبلاء : ١٢ / ٣٠ ـ ٤١ ، البداية والنهاية : ١٠ / ٣١٠ ، تاريخ الخلفاء ص : ٣٤٦ ـ ٣٥٦.