الأصل الأوّل :
نسخة الشهيد ، وسطور من حياته :
الإمام الأعلم الأكمل ، آية الله في العالمين ، صفوة الشهداء : شمس الدين محمّد بن مكّي الشيخ جمال الدين مكّي بن الشيخ شمس الدين محمّد حامد بن أحمد المطّلبي العاملي النباطي الجزّيني المعروف بـ : «الشهيد الأوّل» و «الشهيد المطلق» ـ رضوان الله تعالى عليه وقدّس سرّه الشريف ـ.
وهذا الشيخ الفقيه أشهر من أن يذكر ، وجهاده ونبله لا ينكر ...
ولد في جزّين من قرى جبل عامل عام ٧٣٤ هـ ، واستشهد بدمشق يوم الخميس من جمادى الاُولى عام ٧٨٦ هـ ، فيكون عمره حينئذ اثنين وخمسين سنة.
وكان المعلّم الأوّل للشهيد والده الشيخ جمال الدين ، وهو من علماء جزّين. وبعد إكمال شهيدنا دراسته الابتدائيّة شدّ الرحال إلى مدينة الحلّة (سنة ٧٥١ هـ) ، وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره ، حيث كانت بلدة الحلّة يوم ذاك تعدّ أكبر المدارس في العالم الشيعي ، وكانت تزخر بالعلماء والفقهاء والمحدّثين من أمثال فخر المحقّقين محمّد بن الحسن بن يوسف الحلّي ولد العلاّمة الحلّي (٦٨٢ ـ ٧٧١ هـ) ، والسيّد عميد الدين عبدالمطّلب الحسيني الحلّي ، وأخيه ضياء الدين عبدالله بن الأعرج ، وتاج الدين محمّد بن القاسم بن مُعيّة الحسني ، والشيخ الحسن بن أحمد بن نجيب الدين محمّد بن جعفر بن نما الحلّي ..
فدرس عندهم ، وأخذ الفقه والأُصول والحديث عن كبار المشايخ ،