«الإعلام» الذي هو أحد طرق تحمّل الحديث ، وقد أوجب الكلّ العمل به إذا صحّ سنده ، وجوّز الرواية به كثير من علماء الحديث تنزيلاً له منزلة القراءة على الشيخ(١).
أمّا الجواب على الإشكال الثاني ـ يعني الوجادة ـ فأقول :
نعم ، قد جاء في كتب الدراية في معنى الوِجادة : أن يقف الإنسان على أحاديث بخطّ راويها أو في كتابه المرويِّ له فيقول : «وجدت أو قرأت بخطّ فلان ، أو في كتاب فلان بخطّه : حدّثنا فلان ..» ويسوق باقي الإسناد والمتن ويرويها الواجد ، ومثل هذا موجود في وجادة شيخنا المجلسي ؛ للصحيفة بعينه ؛ بل وتَحصَّل له ؛ رواية الصحيفة بخطّ الشيخ شمس الدين الجبعي ؛ على وجهين :
الأوّل : نفس الوجادة التي تعدّ واحدة من طرق تحمّل الحديث ، والجبعي تحمّل الصحيفة بطريق الوجادة عن خطّ الشيخ الشهيد ، والشهيد تحمّلها عن خطّ السديدي .. إلى آخر ما قاله المجلسي في إجازاته ورواياته من بيان تحمّل هؤلاء المشايخ الصحيفة بطريق الوجادة ، ومعلوم أيضاً أنّ للشهيد طرق مختلفة لرواية هذه الصحيفة إجازة ، فلابأس برواية الصحيفة لكلّ من وجد الصحيفة بخطّ الشهيد أو الجبعي ، وحتّى لمن بعدهم إلى زماننا هذا .. وهذا الذي استقرّ عليه العمل قديماً وحديثاً.
وقد بيّن المجلسي ؛ في الكلام المذكور عنه : إنّه روى الصحيفة وجادة عن خطّ الجبعي ، وهو عن الشهيد إلى أن قال : وعارضها مع نسخة
__________________
(١) وصول الأخيار ١ / ٤٤٠ ، نهاية الدراية : ٤٦٧ ـ ٤٦٨.