وجئت عند الشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته التي كتبها جدّ أبيه من نسخة الشهيد ، وكتب الشهيد نسختها من نسخة عميد الرؤساء وابن السكون ، وقابلها مع نسخة ابن إدريس بواسطة أو بدونها ، وكانت النسخة التي أعطانيها الصاحب ـ صلوات الله عليه ـ أيضاً مكتوبة من خطّ الشهيد ، وكانت موافقة غاية الموافقة حتّى في النسخ التي كانت مكتوبة على هامشها.
وبعد أن فرغت من المقابلة ، شرع الناس في المقابلة عندي.
وببركة إعطاء الحجّة ـ صلوات الله عليه ـ صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس طالعةً في كلّ بيت ، وسيّما في أصبهان ، فإنّ أكثر الناس لهم الصحيفة المتعدّدة ، وصار أكثرهم صلحاء وأهل الدعاء ، وكثير منهم مستجابي الدعوة.
وهذه الآثار معجزة من الصاحب عليهالسلام ، والذي أعطاني الله تعالى من العلوم بسبب الصحيفة لا أُحصيها ، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس والحمد لله ربِّ العالمين»(١).
وقال ولده العلاّمة في ذلك : «تصدّى والدي العلاّمة ـ قدّس الله رمسه ونوّر ضريحه ـ لتصحيحها وترويجها ، وإيضاح أسرارها ، وإفصاح أنوارها ، نحواً من خمسين سنة ، فكان في كلّ سنة يكرّر مدارستها وممارستها ، حتّى تكثّرت النسخ المصحّحة المضبوطة منها في جميع البلاد ونواحيها ..»(٢).
__________________
(١) روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه ١٤ / ٤١٨.
(٢) الفرائد الطريفة : ٥. وبمثل هذا قال سبط المجلسي الخاتون آبادي في مناقب الفضلاء ٤ / ٥٠٣ ، المطبوع ضمن ميراث حديث شيعه.
لاحظ بعض النسخ التي قابلها المجلسي الأوّل ، وكتب عليها إجازة روايتها في :