ولنا من الله الأنفال خاصّة(١) ، لا يدّعي فيها إلاّ كاذب ، ولا يمنعنا إلاّ ظالم ، وقد قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ما ولّت أُمّـةٌ رجلا وفيهم مَن هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرها يذهب سـفالا حتّى يرجعوا إلى ما تركوا»(٢).
وروى محمّـد بن النعمان(٣) ، عن عكرمة ، عن ابن عبّـاس ، قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ما من قوم أمّروا أميراً وفيهم من هو أرضى عنـد الله منه ، إلاّ خانوا الله ورسـوله وكـتابه والمؤمنين»(٤).
وهمـا يـدلاّن عـلى تقـديم الفاضـل على المفضـول لا المفضـول على الفـاضل ؛ إذ لا يجـوز ذلـك شـرعاً ونقـلا(٥) ؛ كمـا لا يجـوز
__________________
(١) بنصّ الكتاب الكريم ، وهو قوله تعالى ، (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِن شَـيْء فَأَنَّ لله خُمُسَـهُ وَلِلرَّسُـولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَـاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) سـورة الأنفال ٨ : ٤١.
(٢) المسـترشـد : ٥٥٩ ـ ٦٠٠ ؛ وانظر : ثواب الأعمال : ٢٠٦ ، أمالي الطوسـي : ٥٦٠ ح ١١٧٣.
(٣) هو : محمّـد بن النعمان ، مجهول ؛ وفي المسـترشـد : «محمّـد بن النعمـان بن عبـد السـلام ، قال : حدّثنا مسـدّد ، عن خالد بن عبـد الله الواسـطي ، عن أبي عليّ حسـين الرحبي ، عن عكرمة».
وبقرينة روايته عن مسـدّد بن مسـرهد يكون عداده في الطبقة التاسـعة من طبقات الرواة.
(٤) انظر : المعجم الكبير ١١ / ٩٤ ح ١١٢١٦ ، المسـتدرك على الصحيحين ٤ / ١٠٤ ح ٧٠٢٣ ، تمهيد الأوائل : ٤٧٤ ، السـنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ١٠ / ١١٨ ، الترغيب والترهيب ٣ / ١٠٨ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢١١ ، المسـترشـد : ٦٠٠ ـ ٦٠١.
(٥) ومن ذلك قوله تعالى : (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) سـورة يونس ١٠ : ٣٥.
وقوله تعالى : (هَلْ يَسْـتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا