مريم الغفاري(١) ، وأنت تعلم أنّـه يشـرب الخمر ويمرّ بك وهو سكران؟! قال : إنّـه لا يكذب في الحديث(٢).
وروي عن فقهائكم ـ مثل حمّاد بن زيد(٣) ، وغيره ، ـ ممّن
__________________
وقيل من بخارى ، كان يعدّ من أئمّة المذاهب المنقرضة ، وبقي معمولا بمذهبه حتّى القرن الرابع ، وهو أقرب إلى أهل الحديث ، وصفه الجمهور بسـيّد العلماء ، وشـيخ الإسـلام ، وأمير المؤمنين في الحديث ، خرّج له السـتّة ، إلاّ أنّه كان يدلّس عن الضعفاء ويكتب عن الكذّابين ، وكان يشـرب النبيذ ، ويبيح الذي كثيره مسـكر!
انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سـعد ـ ٨ / ٤٩٢ ، التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ٤ / ٩٢ ، مشـاهير علماء الأمصار : ٢٦٨ رقم ١٣٤٩ ، حلية الأولياء ٦ / ٣٥٦ ، تاريخ بغداد ٩ / ١٥١ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٢٤٤ ، سـير أعلام النبلاء ٧ / ٢٢٩ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٠٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١١١.
(١) كـذا ، والصحيـح : النجّاري ، نسـبة إلى بني النجّار ، واسـمه عبـد الغفّار بن القاسـم بن قيس ، أبو مريم الأنصاري (ت ١٦٠ هـ) ، روى عن الإمامين أبي جعفر الباقر وأبي عبـد الله الصادق عليهماالسلام ، وثّـقه النجاشي ، وأثنى عليه شـعبة ، وقال : «لم أرَ أحفظ منه» ، وقال ابن عديّ : «سـمعت أحمد بن محمّـد بن سـعيد (ابن عقدة) يثني على أبي مريم ويطريه ، وتجاوز الحدّ في مدحـه حتّى قال : لو انتشـر علم أبي مريم وخرج حديثه لم يحتج الناس إلى شـعبة» ، والظاهر أنّ سـبب تضعيفه كونـه شـيعـيّـاً ؛ أمّا نسـبة شـرب المسـكر إليه فمحلّ نظر.
انظر : رجال النجاشـي : ٢٤٦ رقم ٦٤٩ ، فهرسـت الشـيخ الطوسي : ٥٣٥ رقم ٨٦٨ ، الكامل في ضعفاء الرجال ـ لابن عديّ ـ ٥ / ٣٢٧ رقم ١٤٧٩ ، الجرح والتعديل ٦ / ٥٣ وفيه : «الغفاري» ، ميزان الاعتدال ٤ / ٣٧٩ ، لسـان الميزان ٤ / ٤٢ ، تعجيل المنفعة ـ لابن حجر ـ : ٢٩٧.
(٢) انظر : المسـترشـد : ١٨٤ ، الصراط المسـتقيم ٣ / ٢٥٣.
(٣) هو : حمّـاد بن زيد بن درهم الأزرق الضرير البصري ، مولى آل جرير بن حازم (ت ١٧٩ هـ) ، وصفه الجمهور بالعلاّمة ، الحافظ ، الثبت ، سـيّد المسـلمين ، فقيه البصرة ، أصله من سـجسـتان ، سُـبي جدّه درهم منها ، خرّج له السـتّة.
انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سـعد ـ ٩ / ٢٨٧ ، التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ٣ / ٢٥ ، المعارف : ٢٨١ ، الجرح والتعديل ٣ / ١٣٧ ، سـير أعلام النبلاء ٧ / ٤٥٦ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٩.