__________________
ابن النضر ـ عمّ أنس بن مالك ـ إلى عمر بن الخطّاب وطلحة بن عبيـد الله في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يجلسـكم؟!
قالوا : قُتل رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)!
قال : فما تصنعـون بالحياة بعده؟! قوموا فموتوا كراماً على ما مات عليه رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثمّ اسـتقبل القوم ، فقاتل حتّى قتل.
إلاّ أنّ كلامه لم يحرّك فيهم سـاكناً!!
والذي يؤكّده قول عمر ـ كما في لفظ الواقدي في المغازي ١ / ٢٨٠ ـ : «إنّي لأرجو أن يبعثه الله أُمّة وحده يوم القيامة ؛ ووُجد به سـبعون ضربة في وجهه» ..
وفي لفظ ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٣٢٩ : «فوُجد قتيلا فيه بضع وثمانون بين ضربة بسـيف ، وطعنة برمح ، ورمية بسـهم ، وقد مثّـلوا به فما عرفناه حتّى عرفته أُخته ببنانه» ..
وفيه دلالة واضحة على أنّـه ذهب وحده ولم يرافقه أحد.
ولِما رواه مسلم في صحيحه ٥ / ١٧٨ ، عن أنس بن مالك ، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أُفرد يوم أُحد في سـبعة من الأنصار ورجلين من المهاجرين ، فلمّا رهقوه قال : «من يردّهم عنّا وله الجنّة ـ أو : هو رفيقي في الجنّة ـ؟ فتقدّم رجل من الأنصار ، فقاتل حتّى قُتل ، ثمّ رهقوه أيضاً ، فقال : من يردّهم عنّا وله الجنّة ـ أو : هو رفيقي في الجنّة؟ فتقدّم رجل من الأنصار فقاتل حتّى قُتل ، فلم يزل كذلك حتّى قُتل السـبعة ، فقال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لصاحبَيه : ما أنصفنا أصحابنا».
ومن المقطوع به أنّ أحد هذين الرجلين المهاجمين هو عليٌّ عليهالسلام ، والثاني المقداد بن عمرو على الأظهر.
ويزيده تأكيداً ما روي عن عليّ عليهالسلام في مسـند أبي يعلى ١ / ٤١٥ ح ٥٤٦ ، وكـتاب الجهاد ـ لابن أبي عـاصم ـ ٢ / ٦٤٣ ح ٢٧٠ ، ومجمـع الزوائد ٦ / ١١٢ ، أنّـه قال : لمّـا جـلا النـاسُ عن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أُحـد نظـرتُ في القـتلى فلم أرَ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقلـت : والله ما كـان رسـول الله ليفـرّ ، وما أراه في القـتلى ... فكسرت جفن سـيفي ، ثمّ حملت على القوم ، فأفرجوا لي ، فإذا أنا برسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بينهم.
وفيه دلالة على أنّه لم يبق مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ساحة القتال سوى عليّ عليهالسلام.