فقال الشـيخ رحمهالله :
ليس يبطل قولنا في الإمامة بمخالفة مخالفينا ، كما لا يبطل الإسـلام ومعجزات النبيّ بمخالفة اليهود والنصارى والمجوس والبراهمة ، ولو بطل شـيء من مخالفة المخالفين لم يثبت في العالم شـيء ؛ لأنّ ما من شـيء إلاّ وفيه خلاف.
فقال الملك :
صدقت ، هذا هو الحقّ ، وأنتم عليه.
وأَوْلى الملك في تلك السـاعة لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وسـبّ أعداءه ومَن شـايعهم على ذلك](١).
[فأثنى الملك على هذا الكلام ، وسـأل الشـيخ : ترى متى يظهر الإمام المهدي؟
قال الشـيخ :
لقد غيّب الله تعالى هذا الإمام لحكمة ومصلحة عن أعين الناس(٢) ، فينبغي أن لا يعلم بظهوره إلاّ الله ، كما إنّـه ورد في الحديث الشـريف :
__________________
(١) ما بين المعقوفتين أثبتـناه من نسـخة البحراني.
(٢) ورد في هذا المعنى حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام رواه الشـيخ الصدوق في كمال الدين ٢ / ٤٨١ ـ ٤٨٢ ح ١١ ، والنيلي في منتخب الأنوار المضيئة : ٨١.
وانظر حول هذا المعنى : كلام الشـريف المرتضى في المقنع في الغَيبة : ٤١ ـ ٤٢ ، وكلام الشـيخ الطوسـي في الغَيبة : ٨٥ ـ ٨٦.