فقال الملك :
قولهم في هذا غير صحيح ، والحقّ والصدق في ما قاله الشـيخ الفاضل.
ثمّ قال الملك :
أيّها الشـيخ! لِم قلت : إنّ الائمّـة اثـنا عشـر ولله عزّ وجلّ مئة ألف نبيّ وأربعة وعشـرون ألف نبيّ؟!(١).
فقال الشـيخ :
أيّها الملك! إنّ الإمامة فريضة من فرائض الله ، وما أوجب الله فريضة غير معدودة ، ألا ترى أنّ فرض الصلاة في اليوم والليلة سـبعة عشـر ركعة ، وفرض الزكاة معلوم ، وهي عندنا على تسـعة أشـياء(٢) ، ووجوب الصوم معلوم وهو ثلاثون يوماً ، وبيّن مناسـك الحجّ وهي معدودة؟! وكذلك تكون الأئمّـة عدداً ، لا يجوز أن يقال بأكـثر ولا أقلّ.
فقال الملك :
فهل بيّن الله ذلك مجملا ، والنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بيّن عددها في سُـنّته ؛ لأنّ
__________________
١٠ / ١٥١ ، الحاوي الكبير ٢١ / ٢٢ ـ ٢٤ ، المحلّى ٩ / ٣٩٥ ـ ٣٩٦ ، المبسـوط ١٦ / ١١٥ ، بداية المجتهد ٦ / ٢١٦.
(١) انـظر : المسـتدرك عـلى الصحيـحيـن ٢ / ٦٥٢ ـ ٦٥٣ ح ٤١٦٦ ، السـنن الكبـرى ـ للبيهقي ـ ٩ / ٤ ، شـعب الإيمان ١ / ١٤٩.
(٢) وهي : النقدان ، والأنعام الثلاث ، والغلاّت الأربع.