لرعاياه وجنده ، رؤوفاً بهم ، عادلا في الحكم بينهم ، وكان بعيد الهمّة ، عظيم الجدّ والسـعادة ، متحرّجاً من الظلم ، مانعاً لأصحابه منه ، عفيفاً عن الدماء ، يرى حقنها واجباً إلاّ في ما لا بُـدّ منه ، وكان يحامي على أهل البيوتات ، وكان يجري عليهم الأرزاق ، ويصونهم عن التبذّل ، وكان يقصد المسـاجد الجامعة في أشـهر الصيام للصلاة ، وينتصب لردّ المظالم ، ويتعهّد العلويّين بالأموال الكثيرة ، ويتصدّق بالأموال الجليلة على ذوي الحاجات ، ويلين جانبه للخاصّ والعامّ ... وفي فعله في حادثة بختيار ما يدلّ على كمال مروءته وحسـن عهده ، وصلته لرحمه ، رضي الله عنه وأرضاه ، وكان له حسـن عهد ، ومودّة ، وإقبال».
وقال ابن خلّـكان : «كان ملكاً جليل القدر ، عالي الهمّة ، وكان أبو الفضل ابن العميد وزيره ، ولمّا توفّي اسـتوزر ولده أبا الفتح عليّـاً ، وكان الصاحب بن عبّاد وزير ولده مؤيّد الدولة ، ولمّا توفّي وزر لفخر الدولة ... كان مسـعوداً ، ورزق السـعادة في أولاده الثلاثة».
وقال أبو الفداء ـ عند ذِكر وفاته ـ : «أُصيب به الدين والدنيا جميعاً لاسـتكمال خلال الخير فيه».
وقال ابن الوردي مثل كلام أبي الفداء المتقـدّم.
وقال الذهبي : «كان ملكاً جليلا عاقلا [عادلا]».
وقال أيضاً : «وكان هذا ملكاً سـعيداً ، قسّم ممالكه على أولاده ، فقاموا بها أمثل قيام ، وامتدّت أيّامه وخضعت له الرعية ، وولي خمسـاً وأربعين سـنة».
وقال الحافظ ابن كثير : «كان حليماً ، وقوراً ، كثير الصدقات ، محبّـاً