٣٢٩ ـ ومنهم أبو ذر الغفاري الّذي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ [ص] : إِنَّهُ يَمُوتُ وَحْدَهُ وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَحْدَهُ (١).
__________________
لِعَمَّارٍ : تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. قال أخرجه مسلم في الصحيح من حديث خالد بن الحارث والنّظر بن شميل عن شعبة. أقول : انظر كتاب الفتن في باب لا تقوم السّاعة حتّى يمرّ الرّجل بقبر الرّجل.
وقال : عن أمّ السّلمة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم تَقْتُلُ عَمَّاراً الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ. انظر البداية والنّهاية لإبن كثير ج ٣ (٦) (صلىاللهعليهوسلم) ٢١٣.
وروى أيضا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جميع الصّيداوي المتوفّى (٤٠٢) في معجم الشيوخ ، (صلىاللهعليهوسلم) ٢٨٣.
(١) السّيرة النّبويّة لابن هشام ج ٤ ، (صلىاللهعليهوسلم) ١٦٧ ، قال : ... ثمّ مضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم سائرا ، فجعل يتخلّف عنه الرّجل. فيقولون : يا رسول الله ، تخلّف فلان ، فيقول : دعوه ، فإن يك فيه خير فسيلحقه الله تعالى بكم ، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه ، حتّى قيل : يا رسول الله ، قد تخلّف أبوذر ، وأبطأ به بصيره ؛ فقال : دعوه ، فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه ؛ وتلوّم أبوذر على بصيره ، فلمّا أبطأ عليه أخذ متاعه فجمله على ظهره ، ثمّ خرج يتبع أثر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ماشيا ونزل رسول الله في بعض منازله ، فنظر ناظر من المسلمين فقال : يا رسول الله إنّ هذا الرّجل يمشي على الطّريق وحده فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كن أبا ذر ، فلمّا تأمّله القوم قالوا : يا رسول الله ، هو والله أبو ذر ؛ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رَحِمَ اللهُ أَبَا ذَرٍّ يَمْشِي وَحْدَهُ وَيَمُوتُ وَحْدَهُ ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ». وذكر الذّهبي في تاريخ الإسلام ج ٢ ، (عهد الخلفاء) (صلىاللهعليهوسلم) ٤٠٧.