فَأَمَرَ بِهِ فَسُيِّرَ بِهِ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَصَارَ مَنْفِيّاً ، وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، لَا تُجَالِسُوهُ وَلَا تُبَايِعُوهُ!! (١)
__________________
(١) وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ١٢ (صلىاللهعليهوسلم) ١٠٢ :
وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ إِنَّ ضُبَيْعاً التَّمِيمِيَّ لَقِيَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَجَعَلَ يَسْأَلُنَا عَنْ تَفْسِيرِ حُرُوفٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ : اللهُمَّ أَمْكِنِّي مِنْهُ ، فَبَيْنَا عُمَرُ يَوْماً جَالِسٌ يُغَدِّي النَّاسَ إِذْ جَاءَهُ الضُّبَيْعُ ، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ وَعِمَامَةٌ ، فَتَقَدَّمَ فَأَكَلَ ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً. فَالْحامِلاتِ وِقْراً) قَالَ : وَيْحَكَ أَنْتَ هُوَ! فَقَامَ إِلَيْهِ فَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ ، فَلَمْ يَزَلْ يَجْلِدُهُ حَتَّى سَقَطَ عِمَامَتُهُ ، فَإِذَا لَهُ صفيرتان [ضَفِيرَتَانِ] ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَوْ وَجَدْتُكَ مَحْلُوقاً لَضَرَبْتُ رَأْسَكَ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَجُعِلَ فِي بَيْتٍ ، ثُمَّ كَانَ يُخْرِجُهُ كُلَّ يَوْمٍ فَيَضْرِبُهُ مِأَةً فَإِذَا بَرَأَ أَخْرَجَهُ فَضَرَبَهُ مِأَةً أُخْرَى ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَى فتب [قَتَبٍ] وَسَيَّرَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى يَأْمُرُهُ أَنْ يُحَرِّمَ عَلَى النَّاسِ مُجَالَسَتَهُ ، وَأَنْ يَقُومَ فِي النَّاسِ خَطِيباً ، ثُمَّ يَقُولُ : إِنَّ ضُبَيْعاً قَدِ ابْتَغَي الْعِلْمَ فَأَخْطَأَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ وَضِيعاً فِي قَوْمِهِ وَعِنْدَ النَّاسِ حَتَّى هَلَكَ ، وَقَدْ كَانَ مِنْ قِبَلِ سَيِّدِ قَوْمِهِ.
أقول : مَا لِابْنِ الْخَطَّابِ وَتَفْسِيرَ الْقُرْآنِ وَإِنَّمَا يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ مَنْ نَزَلَ فِي بَيْتِهِ فَهَلُمَّ مَعِي يَا ضُبَيْعُ لِنَسْأَلَ مَنْ كَانَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَيَقُولُ : لَا تَسْأَلُونِّي عَنْ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَلَا عَنْ سُنَّةٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِذَلِكَ ، قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ ج ٤ (صلىاللهعليهوسلم) ٢٤٨ : قال شعبة بن حجّاج عن سماك عن خالد بن عرعرة ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَشُعْبَةُ أيضا عن القاسم بن أبي بزة ، عن أبي الطّفيل ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَثَبَتَ أَيْضاً مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عنهُ أَنَّهُ صَعِدَ مِنْبَرَ الْكُوفَةِ فَقَالَ : لَا تَسْأَلُونِّي عَنْ آيَةٍ فِيْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَلَا عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِذَلِكَ ، فَقَامَ إِلَى ابْنِ الْكَوَّاءِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ