عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيُحْتَاجُ إِلَيْهِ يَوْماً مَا ، فَقَالَ لَهُ الثَّانِي : آتِ بِهِ ، وَقَدَّرَهُ وَقَاسَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَوَضَعَهُ فِيهِ (١) ، فَهُوَ فِيهِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا ، فَأَزَالَ الْمَقَامَ عَنِ الْمَوْضِعِ الْأَوَّلِ الَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ وَوَضَعَهُ فِي اْلَمْوِضِع الَّذِي كَانَ فِيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَلَمْ يَرْضَ بِفِعْلِ النَّبِيِّ (صلىاللهعليهوسلم) وَلَا بِقَوْلِ اللهِ حَيْثُ قَالَ : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (٢) فَأَبْطَلَ أَمْرَ اللهِ ، وَدَفَعَ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ ، وَأَحْيَى أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ والمهاجرون والأنصار حوله ، قد ضربت عليهم الذّلة ، فليس منهم منكر
__________________
(١) أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٢ (صلىاللهعليهوسلم) ٧٥ وفيه : وهو الّذي أخّر المقام إلى موضعه اليوم وكان ملصقا بالبيت.
وتاريخ الخلفاء للسيوطي ط بيروت (صلىاللهعليهوسلم) ١٢٨ وفيه نحو ما تقدّم. وفي حياة الحيوان للدّميري (صلىاللهعليهوسلم) ٢٤٩ في (ديك) ، وفيه : نحو ما تقدّم.
والنّص والاجتهاد لشرف الدّين ، رقم ٣٩ ، (صلىاللهعليهوسلم) ٢٨٨ المترجم.
و «الشّيعة والسنّة» للاستاذ المعاصر الدكتور محمّد التيجاني السّماوي (صلىاللهعليهوسلم) ١٧٧ وفيه : فقد أخرج ابن سعد في طبقاته ج ٣ (صلىاللهعليهوسلم) ٢٠٤ وغيره من المؤرّخين :
إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لمّا فتح مكّة ألصق مقام إبراهيم بالبيت كما كان على عهد إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام لأن العرب في الجاهليّة أخّروه إلى مكانه اليوم فلمّا ولّى عمر بن الخطّاب أخّره إلى موضعه الآن ، وكان على عهد النّبيّ وأبي بكر ملصقا بالبيت.
(٢) سورة البقرة الآية ١٢٥ كما نصّ عليه ابن سعد في ترجمة عمر من طبقاته في صفحة ٢٠٤ من الجزء الثالث والسّيوطي في أحوال عمر من كتابه تاريخ الخلفاء (صلىاللهعليهوسلم) ٥٣ ، وابن أبي الحديد في أحوال عمر ج ٣ (صلىاللهعليهوسلم) ١١٣.