٥١ ـ ومن رواتكم وفقهائكم : أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُ (١) وَقَدْ أَخْرَجَ بَدِيلاً فِي مَنْ يُقَاتِلُ الْحُسَيْنَ ع.
٥٢ ـ وَمِنْ فُقَهَائِكُمْ وَرُوَاتِكُمْ : الشَّعْبِيُ (٢) خَرَجَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ ، وَتَخَلَّفَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليه السلام) ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : أَنْتَ الْمُعِينُ عَلَيْنَا؟ قَالَ : نَعَمْ ، مَا كُنَّا فِيهَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ ، وَلَا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ (٣).
__________________
(١) هو عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السّبيعي الهمداني الكوفي ، المتوفّى (١٢٧) ، قاله ابن خلّكان ، ج ٣ ، (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٤٥٩ ، وطبقات ابن سعد ، ج ٦ ، (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٣١٣.
أقول : في ترجمة أبي اسحاق السّبيعي بين أصحاب التّراجم والسّير تضارب شديد فمنهم : من يعتبره ممّن رأى عليّا عليهالسلام كما في المعرفة والتّاريخ ج ٢ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٦٢١ ، ومنهم : من يعدّه من أصحاب الامام الحسن والامام السجّاد والامام الباقر والامام الصّادق عليهمالسلام ومنهم : من عدّه من أعوان بني أميّة وممّن قاتل الحسين عليهالسلام ومنهم : من جعله في تسمية من شهد مع الحسين بن علي عليهماالسلام وعلى أيّ حال تحقيق حاله والدّقة في ترجمته تحتاج إلى وقت أوسع من هذا المجال وهو خارج من نطاق الكتاب ، وما أسند إليه المصنّف رحمهالله أنه ممّن أخرج بديلا في من يقاتل الحسين عليهالسلام إلى الآن لم نجد له مصدرا موثّقا ، كما لم نجد وثيقة تدلّ على أنّه كان في من شهد مع الامام الحسين عليهالسلام ، فلنحيل إلى وقت آخر أو إلى الآخرين كما قيل : كم ترك الأوّل للآخر.
(٢) هو : عامر بن شراحيل بن عبد ، أبو عمرو الشّعبي الكوفي المتوفّى (١٠٤) أنظر تهذيب الكمال ج ١٤ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٢٨.
(٣) وفي تهذيب تاريخ دمشق للشّيخ عبد القادر بدران المتوفّى (١٣٤٦) ، ج ٧ ، (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ١٥٣ نقلا عن الشّعبي قال : ثمّ دخلت على الحجّاج ، فلمّا رآني قال : لا مرحبا ولا أهلا يا شعبيّ الخبيث ، جئتني ولست في الشّرف من قومك ولا عريفا ولا منكبا ، فألحقتك بالشّرف وجعلتك عريفا على الشّعبيين ، ومنكبا على همدان ، ثمّ خرجت مع عبد الرّحمان تحرّض عليّ ، قال : وأنا ساكت لا أجيبه ، فقال لي : تكلّم ، فقلت أصلح الله الأمير كلّ ما ذكرت من فعلك فهو على ما ذكرت ، وكلّ ما ذكرت من خروجي مع عبد الرّحمان فهو كما ذكرت ،