قَالَ عَبْدُ اللهِ : فَلَقِيتُ عُمَرَ فَقُلْتُ : صَلِّ بِالنَّاسِ يَا عُمَرُ ، فَقَامَ عُمَرُ فِي الْمَقَامِ ، فَلَمَّا كَبَّرَ سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَوْتَهُ ، وَكَانَ رَجُلاً مُجْهِراً فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) رَأْسَهُ فَقَالَ : لَا ، لَا ، لِيُصَلِّ بِهِمْ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَهَذَا بِرِوَايَتِهِمْ (١).
__________________
والمسلمون. قال : فبعث إلى أبى بكر ، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلّى بالنّاس. قال : قال عبد الله بن زمعة : قال لى عمر : ويحك ، ماذا صنعت بى يابن زمعة ، والله ما ظننت حين أمرتنى إلا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمرك بذلك ، ولكنّي حين لم أر أبا بكر رأيتك أحقّ من حضر بالصّلاة بالنّاس.
(١) دلائل النبوّة للبيهقي ج ٧ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ١٨٧ ، ومن ثمّ لو وضعنا نقل البيهقي إلى جنب ما قاله إبن الجوزي المتوفّى (٥٩٧) في «آفة أصحاب الحديث» (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٥٥ ط طهران ، لا تضّح منه الحقّ ، لأنّ ابن الجوزي ناقش الحديث مناقشة تامّة ، وردّه من الأساس ، وإليك نصّ كلامه :
[قال ابن الجوزي] : الباب الأوّل في إقامة الدّليل من النّقل الصّحيح على أنّ رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم لم يصلّ خلف أبي بكر ؛
إعلم يا طالب الحق : أنّ تقدّم أبي بكر الصّديق رضى الله عنه اتّفق مرّتين جاء فيهما رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ليصلّى خلف أبي بكر ، فأما المرّة الأولى فكانت في زمن عافية رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ، وكان ذلك في أوّل سنة من سني الهجرة :
أخبرنا ابو القاسم هبّة الله [ابن] (١) محمّد بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عفّان ، قال : حدّثنا حمّاد بن زيد ، قال : حدّثنا أبو حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : كان قتال في بني عمرو بن عوف بلغ النبي صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ، فأتاهم بعد الظهر ليصلح بينهم ، وقال : يا بلال إن حضرت الصّلاة ولم آت فمر ابا بكر فليصلّ بالنّاس.
__________________
(١) من الموضوعات.
مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٥ ، (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٣٣٢.