٣ ـ وَحَدَّثَنَا أَيْضاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ (١) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (٢) مِثْلَهُ.
فقد ثبت من رواية المخالفين ، أن رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) كان آخر عهده وهو يغرغر ، قَالَ : أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ فِيهِمْ (٣) ، وَزَعَمَ الْقَوْمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أَمَرَهُ بِالصَّلَاةِ فِي عِلَّتِهِ ، وَإِقَامَتِهِ (٤) مَقَامَهُ ، فكيف يكون ذلك وقد ألحّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في أسامة هذا الإلحاح ، ألم يعلم أنّه ميّت؟ ، أليس قد نعي نفسه قبل ذلك بشهر؟.
٤ ـ رَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ (٥) قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
__________________
(١) هو : محمّد بن عبد الله بن نمير الهمدانيّ الخارفي ، أبو عبد الرّحمان الكوفيّ ، المتوفّى (٢٣٤) ، أنظر تهذيب الكمال ج ٢٥ ، (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٥٦٦ ، رقم : ٥٣٧٩. والجرح والتعديل ج ٧ ، (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٣٠٧.
(٢) هو عمرو بن دينار المكّيّ أبو محمّد الأثرم الجمحيّ ، أنظر تهذيب التّهذيب ج ٨ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٢٨.
(٣) انظر دلائل النّبوّة للبيهقي ج ٧ ، (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ٢٠٠ ، قال : فيهم عمر بن الخطّاب.
(٤) وفي «ش» وإقامته مقامه. ثمّ انظر كتاب السّقيفة لأبي بكر ، أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ ، قال : حدّثنا أحمد بن إسحاق بن صالح : ... إلى أن يقول : إنّ رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلّة المهاجرين والأنصار ، منهم : أبو بكر وعمر ، وأبو عبيدة ابن الجراح ... إلى أن قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة وكرّر ذلك فخرج أسامة واللّواء على رأسه والصّحابة بين يديه حتّى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين.
(٥) انْظُرْ تَارِيخِ الْأُمَمِ وَالْمُلُوكِ لِلطَّبَرِيِّ ج ٣ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ١٩١ ط مِصْرَ وَفِيهِ : وَأُوصِيَ اللهِ بِكُمْ ، وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَيْكُمْ وَأؤديكم إِلَيْهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ وَبَشِيرٍ ، لَا تَعْلُوا عَلَى اللهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ فَإِنَّهُ قَالَ لِي ولكم : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ). الْقَصَصِ : الْآيَةِ ٨٣ وَقَالَ : (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً