وفي ثامن عشر جمادى الأولى دخل البلد خلق من المغل وحاصروا القلعة (١) ، ونقبوا عليها من غربيّها. وبقي أهل الظاهرية ، وهي ملأى بالنّاس ، في ضرّ وخوف من يزك التّتار ، وهلكوا من انقطاع الماء ، وخافوا لا تفعل بهم التّتار كما فعلت بالعادلية وأخرجت أهلها. فهربوا من الأسطحة بمشقّة زائدة. وأحرقت التّتار والكرج والأرمن جامع العقيبة (٢) ومارستان الجبل والدهشة ، والمدرسة الصّاحبية والرباط النّاصريّ وأماكن في غاية الكثرة والحسن.
وأحرقت العادليّة في ليلة الحادي والعشرين من جمادى الأولى ، فهرب من تبقي بالظاهريّة عند ذلك (٣).
تقليد النائب والشادّ بدمشق
ويوم الجمعة تاسع عشر الشهر قرئ تقليد قبجق النّيابة (٤) ، وتقليد الأمير ناصر الدّين يحيى بن جلال الدّين ابن صاحب ختن (٥) الشدّ ، وفيه : «إننا نرجع إلى بلادنا وقد تركنا بالشام ستين ألفا من جيشنا ، وإنا سنعود في الخريف لأخذ الدّيار المصرية» (٦).
__________________
(١) ذكر البرزالي أن الذين دخلوا من التتار نحو الستة آلاف وأحدق بالقلعة منهم نحو ألف نفس. (المقتفي ٢ / ورقة ١١ ب) ، منتخب الزمان ٢ / ٣٧٦ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٤٣.
(٢) كذا في الأصل ، وهو جامع العقيبة ، كما في تاريخ سلاطين المماليك ٧٥ ، والدر الفاخر ٣١ ، والمقتفي ٢ / ورقة ١١ ب ، ودول الإسلام ٢ / ٢٠٣ ، ومنتخب الزمان ٢ / ٣٧٦ ، والبداية والنهاية ١٤ / ٨ وفيه «جامع التوبة بالعقيبية» ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٨٩٣.
(٣) تاريخ ابن سباط ١ / ٥٢٠ ، الدرّ الفاخر ٣١ و ٤٠ ، المقتفي ٢ / ورقة ١١ ب ، دول الإسلام ٢ / ٢٠٣ ، البداية والنهاية ١٤ / ٩ ، عقد الجمان (٤) ٤٥.
(٤) دول الإسلام ٢ / ٢٠٤ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٣ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٨٩٥.
(٥) ختن : بضم الخاء المعجمة وفتح المثناة من فوق. وهي بلدة ختن القريبة من كاشغر بالتركستان. (معجم البلدان ٢ / ٤٠٣).
(٦) تاريخ سلاطين المماليك ٧٥ ، نهاية الأرب ٣١ / ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، المقتفي ٢ / ورقة ١١ ب ، عقد الجمان (٤) ٤٦.