من جهة أرجواش : لا يباع من عدد الجند شيء ، فسلطانكم باق. وأبيعت الخيل (١) والعدد بأقل ثمن ، وبقي البلد بلا وال ولا قاض (٢). أما قاضيه الشافعيّ فهرب هو المالكي. وأما الحنفي فشهد المصاف وعدم ، وأما الحنبلي فإنه أقام بأهل الصالحية ورجوا الخير. وأما محتسب البلد ومشده فهربا ، وغلا الخبز. وكثر الشر والهرج. وبقينا كذلك إلى آخر يوم الخميس. وغلا سعر الطحن وسعر الخبز لعدم الطواحين (٣) وعدم الحطب وقلته في الأفرنة.
وقد كان الشريف القمي بادر إلى المسير إلى التتار فرجع يوم الخميس ومعه أربعة من التتار ، على واحد منهم ثياب المسلمين وكلوته شاش دخاني ، ومروا بالمطررين يجهرون بالشهادتين ، والناس يتسلون بإسلامهم ويطمئنون شيئا ، فلما أصبح نهار الجمعة لم يفتح للبلد باب. ثم كسر قفل باب توما ، كسره نائب الوالي الشجاع همام وابن ظاعن. ولم يذكر في الخطبة سلطان ثم بعد الصلاة وصل إلى ظاهر المدينة جماعة من التتار معهم الملك إسماعيل (٤) قرابة قازان ، فنزلوا ببستان الظاهر الّذي عند الطرن (٥) ، وحضر معه الفرمان من الملك بالأمان ، ونادوا في البلد : افتحوا حوانيتكم ، وطمنوا قلوبكم ، وادعوا للملك محمود غازان. وقدم كبراء البلد فذكروا أنهم التقوا
__________________
(١) في تاريخ سلاطين المماليك ٦٠ «أبيعت الخيل بدمشق بخمسين وبأربعين الفرس ، وبلغ الجوشن الّذي قيمته مائة درهم عشرين درهم» ، وفي الدر الفاخر ١٩ «وبلغ الجوشن الّذي قيمته مائتي درهم ...»
(٢) المقتفي للبرزالي ٢ / ورقة ٦ ب ، ذيل مرآة الزمان ٤ / ورقة ٣٠٧.
(٣) في تاريخ سلاطين المماليك ٦١ «وغلي الخبز وأبيع الرطل بدرهمين وغلا طحين الغلة» ، ومثله في ذيل المرآة ٤ / ٣٠٨.
(٤) في المقتفي ٢ / ورقة ٧ أ«الأمير إسماعيل» ومثله في البداية والنهاية ١٤ / ٧ ، وعقد الجمان (٤) ٣٢ ، النجوم الزاهرة ٨ / ١٢٣.
(٥) في تاريخ سلاطين المماليك ٦١ «بستان الظاهر بطريق القابون» وكذا في نهاية الأرب ٣١ / ٣٨٩ ، والدر الفاخر ٢٠ ، والمقتفي للبرزالي ٢ / ورقة ٨ أ، وذيل مرآة الزمان ٤ / ورقة ٣٠٩ ، والمثبت يتفق مع : البداية والنهاية ١٤ / ٧.